شرح ابن خلدون حال
الحاكم بأمر الله العبيدي الذي ولي الخلافة ( 386
ـ 411 ) فقال : وأمّا مذهبه في الرافضة فمعروف ،
ولقد كان مضطرباً فيه مع ذلك ، فكان يأذن في صلاة التراويح ثمّ ينهى عنها ،
وكان يرى بعلم النجوم ويُؤثِره . ويُنقل عنه أنه منع النساء من التصرف في الأسواق ، ومنع من أكل الملوخيا ، ورفع إليه أن جماعة
من الروافض تعرّضوا لأهل السنّة في التراويح بالرجم ،
وفي الجنائز ، فكتب في ذلك سجلاً قُرئ على المنبر بمصر كان فيه : أمّا بعد ، فإنّ أمير المؤمنين يتلو عليكم من كتاب الله المبين لَا إِكْراهَ في الدِّين
إلى أن يقول : يصوم الصائمون على حسابهم ويفطرون ،
ولا يعارض أهل الرؤية فيما هم عليه صائمون ومفطرون ،
صلاة الخمس للدين بها جاءهم فيها يصلون ، وصلاة الضحى وصلاة
التراويح لا مانع لهم منها ، ولا هم عنها يُدَفعون ، يخمّس في التكبير على
الجنائز المخمّسون ، ولا يمنع من التكبير عليها المربّعون ،
يؤذن بـ « حيّ على خير العمل » المؤذّنون ، ولا يؤذى من بها لا يؤذنون ولا يؤذن من بها لا
يؤذنون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
كتب في رمضان سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة[876] .
وقال ابن الأثير في
الكامل عن سبب قتله « وقيل كان سبب قتله أنّ أهل مصر كانوا يكرهونه لما يظهر منه من سوء
أفعاله ، فكانوا يكتبون إليه الرِّقاع فيها سَبّه ، ـ إلى أن يقول ـ : منها أنه أمر في صدر خلافته بسبّ الصحابة رضي الله عنهم ، وأن تكتب على حيطان الجوامع والأسواق ،
وكتب إلى سائر عماله بذلك ، وكان ذلك في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة .