وفي يوم الجمعة
الثامن من جمادى الآخرة أُمر المؤذّنون أن يُثنّوا الأذان والتكبير في الاقامة
مَثْنى مَثْنى ، وأن يقولوا في الإقامة « حيّ على خير العمل » ، فاستعظم الناس ذلك وصبروا على حكم الله[869] .
وجاء في ( النجوم الزاهرة ) : وهي السـنة الثانـية لولاية جوهر
على مصر وهي سنة 360 ، وفيها عمل الرافضـة المآتـم ببغـداد في يوم عاشـوراء على العـادة في
كلّ سـنة من النَّـوح واللطـم والبكـاء ، وتعليق المُسـوح ، وغلق الأسـواق ، وعملوا العيد والفرح يوم الغـدير وهو يـوم ثامن عشـر من ذي الحجّة .
وفي صفر أعلن
المؤذّنون بـ « حيّ على خير العمل » بأمر القائد جعفر بن فلاح نائب دمشق للمعزّ الفاطمي ، ولم يجسر أحد على مخالفته ، ثمّ في جمادى الآخرة
أمرهم ابن فلاح المذكور بذلك في الإقامة فتألم الناس[870] .
وقال أيضاً : وفيها ( أي سنة 360 ) قتل جعفر بن فلاح وهو أوّل أمير ولي دمشق لبني عبيد المغربي ، والعجب أن القرمطي أبا محمّد الحسن بن أحمد لمّا قتله بكى عليه ورثاه
لأنهما يجمع بينهما التشيّع[871] .
وقد كتب المقريزي
عن المعزّ لدين الله : أنه لمّا دخل مصر أمر في رمضان سنة اثنين وستّين وثلاثمائة فكتب على
سائر الأماكن بمدينة مصر : « خير الناس بعد رسول الله أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب 1 »[872] .
[869] البداية والنهاية
11 : 287 ، وكلام ابن كثير يشير إلى عمل أهل السنة والجماعة
بالتقية لو احسوا الضرورة لذلك ، كما يفعله اليوم الخط السلفي واتباع
الطالبان ، فلا يرتضي أحد منهم أن يُنسَب إلى ابن لادن خوفاً من القتل
والسجن !