يطلبون منه عسكراً
ليسلّموا إليه مصر ، فأرسل مولاه جوهراً القائد في مائة ألف فارس فملكها وقطع خطبة بني العبّاس ولبس السواد وألبس الخطباء البياض ، وأمر أن يقال في الخطبة : « اللّهم صلّ على محمّد المصطفى ،
وعلى عليّ المرتضى ، وعلى فاطمة البتول ، وعلى الحسن والحسين سبطي الرسول ،
وصلّ على الأئمة آباء أمير المؤمنين المعزّ بالله »[853] .
وفي ( سير أعلام النبلاء )[854] و( نهاية
الأرب )[855] والنصّ للأوّل : وضربت السكّة على الدينار بمصر وهي :
لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ، عليٌّ خير الوصيين ، والوجه الآخر اسم المعز والتاريخ ،
واعلن بـ « حيّ على خير العمل » ، ونودي : « من مات عن بنت وأخ وأخت فالمال كلّه للبنت » ، فهذا رأي هؤلاء .
قال الذهبي : ظهر في هذا الوقت الرفض وأبدى صفحته وشمخ بأنفه في مصر والحجاز
والشام والمغرب بالدولة العبيديّة ، وبالعراق والجزيرة
والعجم ببني بويه ، وكان الخليفة المطيع ضعيف الدست والرتبة مع بني بويه ، وأعلن الأذان بالشام ومصر بـ « حيّ على خير العمل » .
وفي ( البداية والنهاية ) لابن كثير دخل أبو الحسين جوهر القائد الرومي في جيش كثيف من جهة المعزّ
الفاطمي إلى ديار مصر يوم الثلاثاء لثلاث عشر بقيت من شعبان ، فلمّا كان يوم الجمعة خطبوا للمعزّ الفاطمي على منابر الديار
المصريّة وسائر أعمالها ، وأمر جوهر المؤذنين بالجوامع أن يؤذنوا بـ « حيّ
على خير العمل » وان يجهر الأئمّة بالتسليمة الأولى[856] .