جاء في كتاب ( المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار )
للمقريزي : « وفي شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة أُخذ رجل يعرف بابن أبي
الليث يُنسَب إلى التشيع فضُرب مائتي سوط ودَرّة .
ثمّ ضرب في شوّال
خمسمائة سوط ودَرّة ، وجُعل في عنقه غِلّ وحُبِس ، وكان يُتفقَّد في كلّ
يوم لئلا يُخفّف عنه ، ويُبصَق في وجهه ، فمات في محبسه ، فحُمل ليلاً ودفن .
فمضت جماعة إلى
قبره ينبشوه وبلغوا إلى القبر ، فمنعهم جماعة من الاخشيديّة والكافور يّة فأبَوا وقالوا : هذا قبرُ رافضي ، فثارت فئة ، وضرب جماعة ونهبوا كثيراً حتّى تفرّق الناس .
وفي سنة ستّ وخمسين
كتب في صفر على المساجد ذكر الصحابة والتفضيل ،
فأمر الأستاذ كافور الإخشيدي بإزالته ، فحدّثه جماعة في
إعادة ذكر الصحابة على المساجد فقال : ما أُحدِث ُفي أيّامي
ما لم يكن ، وما كان في أيّام غيري فلا أز يله ، ثمّ أمر من طاف وأزاله من المساجد كلها .
ولما دخل جوهر
القائد بعساكر المعزّ لدين الله إلى مصر وبنى القاهرة أظهر مذهب الشيعة ، وأذّن في جميع المساجد الجامعة وغيرها « حيّ
على خير العمل » وأعلن بتفضيل عليّ بن أبي طالب على غيره ،
وجهر بالصلاة عليه وعلى الحسن والحسين وفاطمة الزهراء رضوان الله عليهم
وفي ربيع الأوّل
سنة اثنين وستّين عَزّر سليمانُ بن عروة المحتسب جماعة من الصيارفة ، فشغبوا وصاحوا : معاوية خال عليّ بن أبي طالب ،
فهمّ جوهر أن يحرق رحبة الصيارفة لكن خشي على الجامع ،
وأمر الإمام بجامع مصر أن يجهر بالبسملة