روى ابن ظافر في
أحداث سنة أربع وخمسين وثلاثمائة أن سيف الدولة صاهر أخاه ناصر الدولة ، فزّوج ابنيه أبا المكارم وأبا المعالي بابنتَي ناصر الدولة ، وزوج أبا تغلب بابنته « ستّ الناس » وضرب دنانير كبيرة ، في كلّ دينار منها ثلاثون ديناراً وعشرون وعشرة عليها مكتوب : « لا إله إلّا الله محمّد رسول الله .
أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب . فاطمة الزهراء . الحسن . الحسين . جبريل : » . وعلى الجانب الآخر « أمير المؤمنين المطيع
لله . الأميران الفاضلان : ناصر الدولة ، سيف الدولة . الأميران أبو تغلب وأبو المكارم »[844] .
وواضح ممّا تقدم
أنّ الشيعة كانوا يعلنون عن معتقداتهم بكلّ رصانة وهدوء وبالدليل والمنطق حين
تستقرّ بهم الأمور ، بخلاف مَن أمروا بإلقاء مَن يؤذّن بالحيعلة الثالثة وبفضل محمّد وآل
محمّد من على رأس المنارة !!
وجاء في الكامل
لابن الأثير وتاريخ الإسلام للذهبي في حوادث سنة 351 هـ :
وفيها كتبت الشيعة ببغداد على أبواب المساجد :
لَعَنَ الله معاوية ، ولَعَنَ من غَصَبَ فاطمةَ حقَّها من فَدَك ،
ومَن منع الحَسَن أن يُدفن مع جدّه ، ومن نفى أبا ذَرٍّ . ثمّ إنَّ ذلك مُحي في الليل ،
فأراد مُعِزُّ الدولة إعادته ، فأشار عليه الوزير المهلّبي أن يُكتَب مكان ما مُحي : « لعن الله الظالمين لآل رسول الله 0 » ، وصرّحوا بلعنة معاوية فقط[845] .
وفي ثامن عشر ذي
الحجّة من سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة ( 352
هـ ) عُمل عيد غدير خُمّ وضُربت الدبادب ،
وأصبح الناس إلى مقابر قريش للصلاة هناك ، وإلى مشهد الشيعة[846] .