ويجهرون بالبسملة ، ويكبّرون على الميّت خمساً ، وينادون بـ « من مات عن بنت وأخ وأخت فالمال كله لها » ويصرحّون بالصحيح من دين الله في عشرات المسائل التي حرّفها
المحرّفون .
وجاء في جامع علي
بن اسباط عن الحسن بن جهنم قال : ذكرت لابن عبدالله جعفر بن محمّد 1 ما نحن فيه وما للناس فيه من اذلال بني العباس قلت : ومتى الفرج ؟ قال : النداء بحي على خير العمل على المنارة[822] .
وهذا يشير إلى أنّ
الخلاف بين الحكّام والعلويين كان أصولياً ،
وليس كما يصوّره البعض بأنّه خلاف حول الخلافة بما هي خلافة فقط ، بل إنّ اختلافهم كان على الشر يعة حكومةً وأحكاماً .
إنّ وقـوف
الطـالبيين أمام الحكـام ما هو إلّا انعكاس لنهج أصـيل يقـف في مواجهة الخـلفاء ، ومـا جزئـيّة « حيّ على خـير العمل » إلّا نمـوذج مصغرَّ لهـذا الصـراع الفكـري العقائـدي في الشـر يعة ، وإلـيك الآن بعض النصوص في ذلك :
زيد بن عليّ بن الحسين « 122 ه »
روى الحافظ العلوي
بسنده إلى يزيد بن معاوية بن إسحاق ، قال : كنّا بجبّانة سالم[823] ، وقد أَمِنَّا أهل الشام ، فأمر زيدُ بن عليّ
معاويةَ بن إسحاق فقال : أذِّن بـ « حيّ على
خير العمل ، حيّ على خير العمل »[824] .
[822] الايضاح للقاضي النعمان المطبوع في
« ميراث حديث شبيعه » دفتر دهم صفحة 109 -
[823] أهل الكوفة يسمّون مكان دفن الأموات
جبّانة ، كما يسميّها أهل البصرة المقبرة ، وجبانه سالم تنسب إلى سالم
بن عمارة بن عبدالحارث ( انظر : معجم البلدان 2 : 99 ـ
100 ) .
[824] الأذان بحيّ على خير
العمل : 83 للحافظ العلوي .