مكانة الإمامة بين
العبادات الخمس ، وقد سأله عنها زرارة بقوله : وأيّ شيء من ذلك أفضل ؟
قال : الولاية أفضل ؛ لأنّها مفتاحهنّ ، والوالي هو الدليل عليهنّ ـ إلى
أن قال ـ إنّ أفضل الأشياء ما أنت عليه إذا فاتَكَ لم يكن منه توبة دون أن
ترجع إليه فتؤدّيه
وعليه فمبحث
الإمامة والولاية من المسائل المهمة والمختلف فيها بين المسلمين ، بل من المسائل المتجذرة في تاريخ الإسلام ،
وقد كتب فيها الأعلام مصنفات كثيرة ولا يسع هذه الدراسة الإحاطة بجوانبها ، لكننا نكتفي بالإشارة إلى قليل من مجموع مئات الأدلّة المستدلّ بها
على الإمامة ، نأتي بها كي نوضّح معنى ومقصود الإمام الكاظم ، وكيف : أنّ الولاية خير من الجهاد والصلاة وسواهما .
بعض أدلّة الولاية
وليكن الكلام أولاً
عن آية المودّة ؛ مفهومها ومعطياتها ، وهل تعني المحبة كما يقولون أم تعني شيئاً أكثر من مجرّد المحبة ؟
بل هل هناك اختلاف
بين قوله : مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ
أَجْرٍ
، وقوله : قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي
الْقُرْبَى ؟
وعلى أيّ شيء تدل
هذه الآية الأخيرة بالتحديد ؟
وهل يعقل أن يحصر
شخصٌ رساليٌّ عظيم كرسول الله
0 أجرَ رسالته ـ الّتي
ما أوذي نبي مثل ما أوذي
0 هو عليها ـ بحبّ
أقربائه وعشيرته ؟
وهل إنّ قرار
الرسول هذا جاء لتحكيم أسرته وعشيرته وتقوية الروح القبلية والنزعة العشائر ية التي كانت سائدة عند العرب في الجاهلية ـ والعياذ
بالله ـ ؟
أم أنّه 0 أراد بذلك أموراً أخرى تعبّر عن إرادة السماء ؟