مع أنّه قال في (نهايته): (وليس في هذه الأجناس زكاة ما لم يبلغ خمسة أوساق بعد مقاسمة السلطان وإخراج المؤون عنها)[2876].

وقال في (المبسوط): النصاب ما بلغ خمسة أوساق بعد إخراج حقّ السلطان والمؤن كلّها [2877].

ومع ذلك قال بعد ذلك: كلّ مؤونة تلحق الغلّات إلى وقت إخراج الزكاة على ربّ المال دون المساكين [2878] انتهى.

فلعلّ مراده رحمة الله عمّا ذكره أنّ كلّ ما يكون مؤونة على الزرع فاللازم على ربّ المال أن يخرج على الزرع، ويتحمّل الخرج، وإن كان في مقام الزكاة يستثنى المؤن، ثمّ يخرج الزكاة فيما يبقى بعد الاستثناء، فعلى هذا ترتفع المنافاة العظيمة من كلامه، وكذا الاستبعاد العظيم الذي عرفت.

[2873] عطاء بن رباح من أصحاب الإجماع، وهو من فقهاء مكة، ومن التابعيين، أخذ من ابن عباسw وابن عمر وغيرهما، توفى سنة 115هـ أو بعدها، وقال عنه ابن داود مخلط أو مضطرب. (ينظر: رجال ابن داود: 299، الأحكام لابن حزم: 5/668، المجموع للنووي: 10/49)

[2874] ينظر المقنع: 156.

[2875] ينظر منتهى المطلب: 8/209.

[2876] ينظر النهاية: 178.

[2877]المبسوط: 1/214.

[2878] المبسوط: 1/217