وفي حديث عمارة المنشد قال: «ما
ذكر الحسين بن علي عند أبي عبد الله جعفر بن محمد فرُئيَ أبو عبد الله ذلك اليوم
مبتسماً إلى الليل»[12].
وكان
هو وبقية الأئمة (عليهمالسلام) يتحرّون المناسبات للحديث عن تلك الفجائع، والبكاء
عليها، والحثّ على ذلك، وعلى إقامة المجالس المذكّرة بها. وما أكثر المآتم التي
كانوا يقيمونها (عليهمالسلام) بأنفسهم حينما يفد الشعراء عليهم ليذكروا مصابهم.
وفي
الحديث عن الإمام الصادق (ع) قال
:
«ولقد شققن الجيوب ولطمن الخدود الفاطميات على الحسين بن علي. وعلى مثله تلطم
الخدود وتشق الجيوب»
وعنه
(ع): «إن البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ما جزع، ماخلا البكاء والجزع على الحسين
بن علي فإنه فيه مأجور»[14].
وفي
دعائه (ع) الطويل لزوّار الحسين (ع):
«اللهم
إن أعداءنا عابوا عليهم بخروجهم، فلم ينههم ذلك عن الشخوص إلينا خلافاً منهم على
من خالفنا، فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس ... وارحم تلك الصرخة التي كانت
لنا