اعتباطية جرهم إليها التعصب
والشقاق، ولا هي عادات محضة أخذوها عن أسلافهم وجروا عليها تقليداً لهم، كسائر
التقاليد والعادات التي تزاولها بعض المجتمعات، والتي ما أنزل الله بها من سلطان.
وإنما هي نشاطات لها جذور دينية أصيلة، وقد قامت عليها أدلة محكمة رصينة، أخبتوا
لها وتحملوا من أجلها ما تحملوا من مصاعب ومصائب.
فكما
ألزمتهم الأدلة القاطعة بالتأسي برسول الله (ص) والقبول منه، والتمسك بأهل بيته
(صلوات الله عليهم) والائتمام بهم في دينهم، كذلك قد حَمَلهم النبي والأئمة (صلوات
الله عليهم أجمعين (بأقوالهم وسلوكهم على التعامل مع تلك الأحداث الفجيعة بهذا
النحو من التعامل.
فقد
استفاض عن النبي (ص) في أحاديث الفريقين أنه أخبر عن ظلامة أهل بيته (صلوات الله
عليهم)، ولاسيما الإمام الحسين (ع)، وذَكَر مصابهم فأكثر من البكاء عليها قبل
وقوعها[3]. وكذلك
الحال في أمير المؤمنين (ع)[4].
بل
بكت الأنبياء (عليهمالسلام) على الإمام الحسين (ع) في أعماق التاريخ[5]. وبكته بعد
مقتله الأرض والسماء دماً، كما روى ذلك
[3] ( 1) انظر: كامل الزيارات ص: 127، مسند أحمد ج: 3 ص: 242، مجمع الزوائد ج: 9
ص: 881.