فيكون الاعتبار بتقويم يوم الوطء و الإفساد، و إنّما لم يذكره إمّا للاتكال على الظهور العرفي، أو لعدم اختلاف قيم الحيوانات في أيّام قلائل، سيّما في تلك الأزمنة، و تخلّف زمان التقويم عن زمان الوطء بأزمنة كثيرة، بعيد نادر.
تصوير ما حكي عن الشهيد من اعتبار أعلى القيم
(1) ثمّ إنّه حكي عن الشهيد الثاني (قدّس سرّه) الاستشهاد بصحيحة أبي ولّاد على اعتبار أعلى القيم من حين الغصب إلى التلف [1].
قال الشيخ الأعظم (قدّس سرّه): «لم يعلم لذلك وجه صحيح، و لم أظفر بمن وجّه دلالتها على هذا المطلب» [2].
أقول: يمكن توجيهه بأن يقال: بناءً على كون البغل نكرة منوّنة، و الظرف متعلّقاً بنعم على ما هو مقتضى القاعدة، لا شبهة في أنّ المراد به بغل مشابه للتالف فيما هو دخيل في الغرامات، و على ذلك كما أنّ اللازم اعتبار المشابهة في وصف الصحّة و السلامة و العربيّة، كذلك اللازم اعتبار المشابهة في القيمة؛ إذ المشابه التامّ ما هو مشابه في كلّ الجهات، و كما أنّ الأوصاف المذكورة لو سلبت عن العين، لا بدّ من اعتبارها في الضمان، كذلك القيمة الغالية لو سلبت عنها، لا بدّ من اعتبارها فيه.
و أمّا بناءً على تتابع الإضافات، فإضافة البغل إلى يوم المخالفة و إن كانت ظاهرة على ما قيل في أنّ الاعتبار بقيمة يومها [3]، لكن بعد التجزئة