إذ يظهر منهما أنّ الاعتبار في العقد هو الربط الخاصّ، الذي تحصل به العقدة ادّعاءً.
و يؤيّده ما حكي عن «الكشّاف»: و العقد العهد الموثّق، شبّه بعقد الحبل و نحوه، و منه قول الحُطيئة:
قوم إذا عقدوا عقداً لجارهم شدّوا العناج و شدّوا فوقه الكربا [1] و قول صاحب «مجمع البيان»: «واصلة عقد الشيء بغيره، و هو وصله به، كما يعقد الحبل» [2].
و أمّا العهد: فالظاهر أنّه الجعل في الذمّة و العهدة، و المعاهدة هي قرار كلّ من الطرفين في عهدته أن يفعل كذا، و معاهدة اللَّه هي التعهّد و القرار على ذمّته مع اللَّه أن يفعل كذا، و كأنّ اعتبار العهد و النذر واحد، و إن اختلفا في بعض الاعتبارات.
و كيف كان: يختلف معنى العقد و العهد، و ليس العقد هو العهد، أو العهد المشدّد، أو أوكد العهود.
و الشاهد عليه: مضافاً إلى ما مرّ أنّ العهد حقيقة في المعاهدات الاعتباريّة بين الأشخاص، و في مثل: «عاهدت اللَّه» و العقد استعارة و مجاز في المعاني العقديّة الاعتباريّة، كما يشهد به الاعتبار و الوجدان، و يظهر من بعض أئمّة الأدب و اللغة، كصاحب «مجمع البيان»، و البيضاوي [3] و صاحب «الكشّاف» كما مرّ آنفاً.
نعم، الظاهر أنّهما بحسب المصداق من قبيل العموم من وجه، فربّما يتّفق
[1] ديوان الحطيئة: 16، الكشّاف 1: 600، انظر عوائد الأيّام: 5.