الكذب في غير الإصلاح، إنّ إبراهيم- عليه السّلام- إنّما قال بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا إرادة الإصلاح و دلالة على أنّهم لا يفعلون، و قال يوسف- عليه السّلام- إرادة الإصلاح». [1]
و
رواية عطاء عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام-، قال: «قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لا كذب على مصلح». ثمّ تلا أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ ثمّ قال: «و اللّه ما سرقوا و ما كذب». ثمّ تلا بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ ثمّ قال:
و يمكن الجمع بأن يقال: إنّ المنفي في رواية الاحتجاج موضوع الكذب كما هو صريحها، و في الروايتين و ما بمعناهما حكم الكذب، فيكون المراد أنّ التورية محكومة بحكم الكذب إذا لم تكن للإصلاح، و مع كونها له ليست بكذب أي حكما أيضا كما ليست به موضوعا.
و يؤيّده ما
دلّت على أنّ المصلح ليس بكذّاب، كما في صحيحة معاوية بن عمّار. [3]
و
عن كتاب الإخوان بسنده عن الرضا- عليه السّلام-، قال: «إنّ الرجل ليصدق على أخيه فيناله عنت من صدقه فيكون كذّابا عند اللّه، و إنّ الرجل ليكذب على أخيه، يريد به نفعه، فيكون عند اللّه صادقا». [4]
و
عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام-، قال: «الكلام ثلاثة: صدق، و كذب، و إصلاح
[1] الكافي 2- 341، كتاب الإيمان و الكفر، باب الكذب، الحديث 17، و عنه الوسائل 8- 579، كتاب الحجّ، الباب 141 من أبواب أحكام العشرة، الحديث 4.
[2] الوسائل 8- 579، الباب 141 من أبواب أحكام العشرة، الحديث 7.