و رواية زياد بن أبي سلمة، قال: دخلت على أبي الحسن موسى- عليه السّلام-، فقال لي: «يا زياد، إنّك لتعمل عمل السلطان؟» قال: قلت: أجل. قال لي:
«و لم؟» قلت: أنا رجل لي مروءة، و عليّ عيال، و ليس وراء ظهري شيء. إلى أن قال:
«فإن ولّيت شيئا من أعمالهم فأحسن إلى إخوانك، فواحدة بواحدة، و اللّه من وراء ذلك.» [2].
و
في المستدرك عن السيد هبة اللّه، عن صفوان الجمّال، قال: دخل زياد بن مروان العبدي على مولاي موسى بن جعفر- عليه السّلام-، فقال لزياد: «أتقلّد لهم عملا؟» فقال: بلى يا مولاي. فقال: «و لم ذاك؟» قال: فقلت: يا مولاي، إنّي رجل لي مروءة، عليّ عيلة، و ليس لي مال. فقال: «يا زياد، و اللّه لأن أقع من السماء إلى الأرض فأنقطع قطعا، و يفصلني الطير بمناقيرها مفصلا مفصلا، لأحبّ إليّ من أن أتقلّدهم عملا». فقلت: إلّا لماذا؟ فقال: «إلّا لإعزاز مؤمن، أو فكّ أسره. إنّ اللّه وعد من يتقلّد لهم عملا أن يضرب عليه سرادقا من نار، حتّى يفرغ اللّه من حساب الخلائق. فامض و أعزز من إخوانك واحدا، و اللّه من وراء ذلك يفعل ما يشاء» [3].
و كأنّه سقط منها شيء و كان الأصل: واحدا بواحد. و احتمال إرادة إعزاز واحد منهم بعيد جدّا بل فاسد. و يشهد له رواية زياد المتقدّمة، و يأتي احتمال وحدتهما.
[1] الفقيه 3- 176، و عنه في الوسائل 12- 139، كتاب التجارة، الباب 46 من أبواب ما يكتسب به، الحديث 3.