و يصحّ الاستدلال بها للمطلوب، سواء قلنا بأنّ التفضيل على وجه الحقيقة أو على نحو المبالغة، لعدم صحّة دعوى كون صغيرة أربى الربا الذي هو من أعظم الكبائر.
و يمكن المناقشة فيها بأنّ المذكور في المرسلة ألفاظ كثيرة منسوبة إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و الظاهر عدم صدورها في مجلس واحد، بل كان في مقامات عديدة، و قد جمعوها في رواية، و لم يعلم أنّ تلك اللفظة، في أيّ مقام صدرت منه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و لعلّه كان في مقام لم يكن له إطلاق، تأمّل.
أو يناقش بأنّه ليس بصدد بيان حكم الكذب بل بصدد ترجيحه على الربا، فهي نظير قوله: «أكبر الكبائر الإشراك باللّه، و عقوق الوالدين، و قول الزور» [2]. حيث قلنا بأنّه بصدد بيان حكم آخر هو أكبريّة هذا من ذاك بعد الفراغ عن أصل الحكم، فلا يجوز التمسّك بإطلاقه. [3]
و منها: غير ذلك ممّا هو ضعيف سندا، أو دلالة، أو جميعا:
كما
عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «من أعظم الخطايا، اللسان الكذوب» [4].
[1] الفقيه 4- 377، باب النوادر، الحديث 5780، و عنه في الوسائل 8- 574، الباب 138 من أبواب أحكام العشرة، الحديث 12.
[2] قطعة من المرسلة التي رواها الشيخ في مكاسبه: 50.