فيظهر منها عدم الاكتفاء بهذا القدر من المعلوميّة، بل لا بدّ من انتشار نحو انتشاره بجريان الحدّ، كما أنّ هذا النحو من الانتشار ليس انتشارا مطلقا و لا مقابله مستوريّة مطلقة و كذا الحال في سائر الروايات.
و بالجملة إنّ الظاهر منها هو الانتشار و الاستتار العرفيّان.
ثمّ المتيقّن منها أنّه عند الانتشار و المعروفيّة عند الناس عرفا لا يكون غيبة عند العارفين.
و يحتمل أن يكون مقتضى إطلاقها جوازها لدى غيرهم.
لكنّه لا يخلو من إشكال لعدم الإطلاق في مفهوم رواية عبد اللّه بن سنان [1] إن قلنا بأصل المفهوم، لكونها في مقام تحديد الغيبة. و أمّا إطلاقه بالنسبة إلى العارف و غيره فغير ظاهر.
و كذا الحال
في رواية عبد الرحمن بن سيابة بطريق الحسن بن محبوب، بل هي أولى بعدم المفهوم، لقوله: «إنّ من الغيبة أن تقول.». [2]
و كذا في رواية داود بن سرحان [3]. فلا إطلاق في مفاهيم هذه الروايات.
و
رواية الأزرق [4] مع ضعفها لا يبعد أن يقال فيها: إنّ الظاهر من قوله: «من ذكر رجلا من خلفه بما هو فيه ممّا عرفه الناس»
، ذكره عندهم، كما أنّ المراد بالجملة الثانية أن يذكره عند غير العارفين. فإطلاقها أيضا مشكل.
بقيت رواية واحدة هي رواية عبد الرحمن بن سيابة بطريق يونس [5].
[1] الوسائل 8- 602، الباب 152 من أبواب أحكام العشرة، الحديث 22.