بل التحقيق أنّ بين عنواني الغيبة و البهتان عموما من وجه، فإنّ الغيبة عرفا ذكر السوء خلف المغتاب، كان فيه أم لا، و البهتان الافتراء عليه، كان حاضرا أم غائبا، فلا تقابل بينهما بالتباين و يصحّ التقابل بينهما لما ذكر.
فلا تدلّ الروايات على أنّ التقابل بالتباين، فلا معارضة بينها و بين ما تقدّمت ممّا هي في مقام تحديد الغيبة كما لا يخفى.
و به يدفع توهّم، عدم إمكان تعلّق حكمين و إرادتين على عنواني الأخصّ و الأعمّ. فإنّه على فرض صحّته إنّما هو في الأخصّ المطلق، لا من وجه، بل و لا مطلق الأخصّ المطلق، بل فيما إذا أخذ عنوان الأعمّ في الأخصّ كالرقبة و الرقبة المؤمنة، لا فيما كانا كذلك بحسب الانطباق.
و بما ذكر يظهر حال غيرها ممّا تشعر بذلك:
كرواية منسوبة إلى يحيى الأزرق و هو مجهول [1]، و الرواية ضعيفة و إن كان الراوي عنه أبان و هو من أصحاب الإجماع، لما قرّرناه في محلّه [2] من عدم تصحيح نقل أصحاب الإجماع من بعدهم. نعم، رجّحنا العمل بخصوص مرسلات ابن أبي عمير دون غيره و دون مسنداته.
قال: قال لي أبو الحسن- عليه السلام-: «من ذكر رجلا من خلفه بما هو فيه ممّا عرفه الناس لم يغتبه، و من ذكره من خلفه بما هو فيه ممّا لا يعرفه الناس اغتابه، و من