و الظاهر أنّ المراد باتّخاذ القرآن مزامير قراءته على نحو إيقاع المزامير فإنّ التصويت فيها ليس قرآنا و قراءة.
بيان المراد ممّا دلّت على استحباب القراءة بصوت حسن
و منها يظهر المراد في روايات مستفيضة دالّة على استحباب قراءة القرآن بصوت حسن:
فعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «حسّنوا القرآن بأصواتكم، فإنّ الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا». [1]
و
في موثقة أبي بصير، قال: قلت لأبي جعفر- عليه السلام-: إذا قرأت القرآن فرفعت به صوتي جاءني الشيطان فقال: إنّما ترائي بهذا أهلك و الناس، فقال: «يا أبا محمّد، اقرأ قراءة ما بين القراءتين تسمع أهلك، و رجّع بالقرآن صوتك، فإنّ اللّه عزّ و جلّ يحبّ الصوت الحسن يرجّع فيه ترجيعا» [2].
و
ما حكي عن بعض الأئمّة من قراءته بصوت حسن، كما عن عليّ بن الحسين- عليه السلام- أنّه أحسن الناس صوتا بالقرآن، و كان السقاؤون يمرّون فيقفون ببابه يستمعون قراءته [3].
فإنّ المراد بالصوت الحسن مقابل اتّخاذ القرآن مزامير و الترجيع به ترجيع الغناء و التغنّي به كما في الروايات المتقدّمة.
و ليس المراد بالصوت فيها ما هو المصطلح لأرباب السماع و الموسيقى، بل
[1] الوسائل 4- 859، كتاب الصلاة، الباب 24 من أبواب قراءة القرآن، الحديث 6.
[2] الوسائل 4- 859، كتاب الصلاة، الباب 24 من أبواب قراءة القرآن، الحديث 5.