قال في النهاية: في الحديث: «الملائكة الروحانيّون». يروى بضمّ الراء و فتحها، كأنّه نسب إلى الروح و الروح و هو نسيم الريح، و الألف و النون من زيادات النسب، و يراد به أجسام لطيفة لا يدركها البصر. انتهى [1]. و في المجمع نحو ما عن النهاية. [2] و عن الجوهري: زعم أبو الخطّاب أنّه سمع من العرب من يقول في النسبة إلى الملائكة و الجن: روحانيّ، بضم الراء، و الجمع روحانيّون. و زعم أبو عبيدة أنّ العرب تقوله لكلّ شيء فيه الروح. انتهى [3].
و كيف كان فالمتفاهم منه و لو انصرافا غير الحيوانات بل و الإنسان، و إنّما يطلق على علماء الشرائع بدعوى غلبة الجهات الروحيّة فيهم كأنّهم ليسوا من عالم الأجسام.
فعليه تدل الرواية على حرمة تصوير الروحانيّين الغائبين عن الحواسّ مطلقا.
لكن يمكن المناقشة فيه بعد الغضّ عن سندها و اغتشاش متنها، بأنّ الظاهر من مجموعها صدرا و ذيلا في تفسير الصناعات أنّ المراد بمثل الروحانيّ مثل هياكل العبادة، لأنّ المذكور في جميع فقرات الرواية من ملاك الحليّة و الحرمة، هو كون الشيء صلاحا للعباد، أو كان فيه وجه من وجوه الصلاح، أو كون الشيء فسادا محضا، أو فيه جهة فساد، و أنّ ما فيه جهة صلاح و جهة فساد لا يحرم إلّا إذا صرف في الفساد.
[1] مرآة العقول 1- 66، كتاب العقل و الجهل، الحديث 14، و أيضا راجع النهاية لابن أثير 2- 272.