responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 3  صفحه : 227

صادق إلى اذربيجان، في وقت كانت تكرّمه غاية التكريم. لم يذهب إليها قطّ، بل جاء إلى قم، وظلّ فيها حتى آخر عمره وكنّا نذهب اليه.

وقوف المدرِّس في وجه ظلم رضا خان‌

رأيت المرحوم المدرّس- رحمه الله- وكان من الذين وقفوا بوجه الظلم، وقف بوجه ذلك الرجل الظالم رضا خان المتجبّر، وكان نائباً في المجلس ... أرسلوه إلى طهران بوصفه من علماء الطراز الأول، وجاء إلى طهران بعربة، وعلى ما نقل عن ثقة اشترى السيّد عربة هناك، وكان يسوق حصانها بنفسه أحياناً، حتى جاء إلى طهران، وهناك استأجر بيتاً صغيراً، وقد ذهبت إلى منزله- رضوان الله عليه- عدّة مرات، وجاء بوصفه من علماء الطراز الأول، لكنّه لم يعبأ بذلك، ثم أصبح نائباً وفي أيّ وقت كان يريد أن يصبح نائباً، كان النائب الأول في طهران. وقف المدرّس وحيداً يتحدّى الظلم، وكان يتحدّث، فيتبعه الآخرون من أمثال: ملك الشعراء وآخرون، إلا أنه كان يقف ويستنكر الظلم، ويحمل على تعدّيات ذلك الشخص.

في ذلك الوقت ارسلت الحكومة الروسية تحذيراً إلى ايران، ووصل جنودها إلى قزوين. ولا أتذكر الآن ماذا كانوا يُريدون من إيران، هذا مذكور في كتب التاريخ، كانوا يريدون أسر ايران على ما أظن، وكانوا يقولون: (إن ذلك يجب أن ينفّذ بالمجلس) فعرضوا ذلك على المجلس، وتحيّر النواب في المجلس ماذا يفعلون؟ صمتوا وتحيّروا فيما يفعلون. وكتب في احدى المجلات الأجنبية أنّ أحد العلماء وقف خلف المنصة ويده ترتجف قائلًا: إذا تقرر القضاء علينا الآن، فلماذا نقضي على أنفسنا بأنفسنا؟ رفض الإنذار الروسي، فتجرأ بقية النواب، وصوّتوا بالمعارضة، ورفضوا التحذير، ولم يتمكّن أولئك من ارتكاب أية حماقة!

والسياسيون يتّبعون هذا الأسلوب، فهم يتصرّفون بحزم وحدّة بعض الشي‌ء، ليروا كيف يتصرّف الطرف المقابل، فإذا وقف إزاءهم تراجعوا، وإذا تراجع ذلك المسكين، تقدّموا هم. حتى الحيوانات لها هذه الخصائص، فتأتي إلى الأمام أوّلًا، لترى ردّ فعل الإنسان، فإذا وقف إزاءها، ورفع يده؛ هربت. وأمّا إذا هرب، فإنّها ستتبعه، هذا طبع حيواني، لكن ذلك العالِم وقف قُبالة هذه القوة الكبيرة، قوة روسيا القيصرية الكبيرة. وكما نقلته لكم قال ويده ترتجف: اذا كان من المقرّر أن يُقضى علينا، فلماذا نقضي على أنفسنا بأنفسنا؟ وصوّت معارضاً، فتجرأ الآخرون، وصوّتوا معارضين، أفلا يجب أن تعرفوا قدر هذا العالم؟

هذه النهضة الأخيرة التي انتهت بالخامس من حزيران وكل هؤلاء القتلى الذين سقطوا من الجماهير، كان أهل العلم في صفّهم الأول، والى الآن فإنّ آثارها باقية، ومازال أهل العلم هم غالباً الذين يعارضون ويصرخون بوجه الظلم، والطالب الجامعي طبعاً داخل الصراع حالياً ايضاً.

أولئك داخلون ايضاً، وسائر الناس ايضاً يتحرّكون تبعاً للعلماء، وليس تبعاً للآخرين، لقد اعتقلوا وسجنوا اكثر علماء طهران تقريباً، اعتقلوا الخطباء العلماء وسجنوهم، وبقوا في السجن أيّاماً متحمّلين العناء.

أخي إنّ الأمر ليس كما تتصوّرون: نريد الإسلام، ولا نريد الملالي! هل يمكن أن يكون الإسلام بغير الملّا؟ هل تتمكّنون من العمل من دون الملّا؟ هؤلاء الملالي هم الذين يتقدّمون الصفوف،

نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 3  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست