responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 3  صفحه : 228

ويعملون ما ينبغي. هؤلاء هم الذين يبذلون أنفسهم، ولدينا الآن ملالي في السجن، لدينا الآن علماء مضحّون في السجن، ولا يقبلون بهذا الظلم، يذهبون اليهم ويقولون لهم: اعتذروا، فلا يعتذرون.

علماؤنا في السجن، علماؤنا الكبار في السجن، قلت: (إنّ هناك أشياء شاهدتها بنفسي، ولا أتذكّر كثيراً منها)، وقلت قبلها: (لسنا مؤرِّخين حتّى نذكر كل شي‌ء). هذا هو عتبي على هؤلاء السادة المثقفين، فلا ينبغي لهم أن يُبعدوا أنفسهم عن هذا التيار الكبير الذي يقف وراءه الشعب، ثم تقولون: نحن نريد الإسلام، ولا نريد الملّا. هذا خلاف العقل، وهذا خلاف السياسة، يجب أن تحتضنوا هؤلاء بحفاوة، وإذا لم تكن لديهم معلومات في المسائل السياسية انضموا اليهم، وأعطوهم معلومات سياسية.

هؤلاء أفضل موقعاً منكم بين الناس، هؤلاء أفضل، فأنتم ليس لديكم نفوذ، وهم لديهم، بين الناس. كل ملّا متنفذ في محلته، انتم المتحمّسين للإسلام أنتم الذين تقولون: نحن نريد الإسلام، لا تقولوا: نريد الإسلام، ولا نريد الملّا، قولوا: نريد الإسلام، ونريد الملّا أيضاً. الملا غير العارف بقضايا السياسة اجتمعوا اليه، وعلّموه تلك القضايا، ليُمارس نشاطه في قيادة الجماهير، وتتمكَّنوا أنتم من التحرُّك.

إذا اردتم تنصيب أنفسكم بمعزل عن الملّا، فإنّكم ستبقون خاضعين للآخرين إلى يوم القيامة، اجتمعوا كلكم، وكونوا إخوة، ولا تبعدوا هؤلاء عنكم؛ فإنّهم يمثّلون قوة أزلية هي قوة الشعب، لا تبعدوا قوة الشعب عنكم وتقولوا: نحن لا نريد هذه القوة. واعلموا أنكم مهما قلتم: لا نريد الملّا، فإن الناس يريدونه. أنتم عدد قليل في حين أن الآخرين يمثّلون المجموع، فأصحاب المتاجر يريدون هؤلاء، والناس في الشوارع يريدونهم أيضاً.

إنني عاتب على هذه الطبقة المثقفة، مع حبّي لهم، فهم يخدمون الاسلام ولا سيّما أولئك الموجودون خارج البلاد في اميركا واوروبا والهند، ولديّ علاقات معهم، انهم يخدمون الإسلام، انهم يساهمون في الدفاع عن الإسلام بحزم حين تقع بعض الاشكالات هناك، انهم يهدفون إلى رفع الظلم، انهم يحبون الإسلام، لكن هؤلاء المحبين للإسلام يجب أن لا يتجاهلوا خدمات علماء الإسلام، علماء الدين، ويقولوا: نريد الإسلام بلا ملّا.

إنّ هذا غيرممكن يا أخي، فالإسلام والملّا مرتبطان، كما لو قلتم: نريد الإسلام الخالي عن السياسة! إنّ الإسلام والملّا متداخلان، ولا يمكن أن يكون الإسلام اساساً بلا ملّا، النبي (صلى الله عليه وآله) كان مُلّا، النبي (صلى الله عليه وآله) هو أحد الملالي الكبار، النبي (صلى الله عليه وآله) هو رأس جميع العلماء. الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) هو أحد علماء الإسلام، هؤلاء هم فقهاء الإسلام، رأس فقهاء الإسلام، فهل يصحّ أن تقولوا: لا نريد المُلّا؟!

إنني عاتب على هؤلاء، وعلى السادة العلماء الأعلام أيضاً. هؤلاء أيضاً لديهم غفلة عن كثير من الأمور، إذ يقعون تحت تأثير الإعلام السيّئ الذي يمارسه النظام لصفاء نفوسهم، فهم يثيرون في كل يوم مشكلة من أجل أمر هيِّن، ويغفلون عن المشكلة الكبيرة، المشكلة التي نعاني منها جميعاً، ويدفعون غيرهم إلى الغفلة عنها، وهي انّ هناك أيدياً تفتعل أمراً، وتثير وراءه ضجيجاً.

نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 3  صفحه : 228
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست