responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 3  صفحه : 223

السياسية والامور الاجتماعية وما يتعلق بتنظيم وتربية المجتمع. ونحن وجميع البشر مكلفون بالاهتمام بكل هذه المراتب، وكل هذه المقامات، وأن لا يحصروها في جانب واحد.

 

واجب العلماء في حفظ الإسلام‌

إنني أعرب عن حبي لجميع التيارات الموجودة التي تخدم الإسلام، سواء التيارات الدينية- التي خدمت منذ البدء حتى الآن- أو التيارات الأخرى من السياسيين والمثقفين الذين يخدمون الإسلام، غير أني عاتب عليهم جميعاً. أما الحب، فيجب على كل مسلم أن يحبّ كلّ امرئً وكلّ فئة تخدم الإسلام، سواء عن طريق القلم او بذل الجهد.

فكل مسلم يرى سعي هؤلاء من أجل الإنسانية- السعي من أجل الإسلام هو سعي من أجل الإنسانية- فالإسلام عقيدة لبناء الإنسان حينما يرى هذه الفئات ساعية في خدمة الإنسان وخدمة الاسلام الذي يبني الإنسان، فلابد له أن يحبهم لذلك، ولا إشكال في حبّ الإنسان للإنسان.

من جهة أخرى لي عتب على جميعِ الفئات أيضاً، وهو عتب المحب، فتلك الفئات المثقفة والجامعية والدارسون الجدد- أيّدهم الله- خدام الاسلام هؤلاء أراهم افرطوا في كتاباتهم على الفقهاء والفقه، وعلماء الاسلام، والفقه الاسلامي، وقالوا ما لا ينبغي قوله، وليسوا مغترضين، وأنا أعلم أن أغلبهم يريدون أن يخدموا الإسلام. وليسوا مغترضين، وهم يتكلمون بلا سوء نية.

هؤلاء معلوماتهم قليلة، واطلاعي على التاريخ قليل، لكنني أبلغ الثمانين، وعشت حوالي الستين عاماً في المجتمعات العلمية، وحوالي ثلاثين عاماً في مجريات الأمور. ولدي مشاهدات واطّلاع على أحداث مائة ونيف من السنين المنصرمة القريبة منا، وبرغم قلّة الاطلاع، غير ان هذا المقدار الذي لدينا منه عن الماضي وعن الزمان الأوّل وعصور الإسلام الأولى حتى الآن، وإن كان إجمالياً، جعلنا نرى هذا الإسلام بجميع أبعاده، وإنما حُفِظَ بكلّ أبعاده بجهود العلماء، أي: أنَّ معارفه حفظها العلماء، وفلسفته حفظها العلماء أيضاً، وكذلك اخلاقه حفظها العلماء، وفقهه حفظه العلماء أيضاً، وأحكامه السياسية حفظها العلماء. كل هذه حُفِظتْ بالجهود الشاقّة للعلماء.

الآن ترون غنى فقه الشيعة، ففقه الشيعة أغنى فقه في العالم، فالقانون الذي وضّح وفرّع بجهود علماء الشيعة هو أغنى فقه، أغنى قوانين العالم. ليس في العالم قانون بهذا الغنى، القوانين الأخرى- السماوية طبعاً- كانت غنية، غير أنّها لم تصل إلينا، وهذه القوانين التي وضعها أهل الارض هي بمقدار هذه الإدراكات الضعيفة، فعقل الإنسان- كما في الرواية- (يا ابن آدم لو أكل قلبك طائر لم يشبعه).

وأولئك الذين تعمل عقولهم الصحيح، والذين لا تعمل عقولهم ذلك، ولا اطّلاع لديهم هم الذين وضعوا هذه القوانين ناقصة في كلّ مكان، وكانت لداع خاص، لتمشية أمور بلد ما مثلًا، للسياسة بين بلد وبلد آخر، وغير ذلك ليس له قوانين.

إن الذي لديه قوانين لكل شي‌ء هو الإسلام، وأغنى فقه فيه هو فقه الشيعة، وما في العالم مثل هذا الفقه، لا بين المسلمين- على كثرتهم- ولا بين غير المسلمين.

كل هذا جاء بالجهود الشاقّة لعلماء الشيعة، فمنذ عهد النبي (صلى الله عليه وآله) وعهد الأئمة بعدَه كان علماء الشيعة يجتمعون الى الأئمة- عليهم السلام- ويأخذون منهم الأحكام الإسلامية،

نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 3  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست