responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 3  صفحه : 222

وإذا وفّقنا الله لمثل هذه المنزلة- إن شاء الله- تلك التي لا نتمكن من إدراكها في هذا العالم الذي نحن فيه، لا ندرك ما هي المدارج، وما هي العوالم؟ وما كُنْهُ هذه الدنيا؟ فكل ما أدركناه هو هذا العالم الذي تصفه الروايات بأنه (ما نظر الله اليه منذ خلقه) عالم الاجسام هذا الذي لم ينظر اليه الله- تبارك وتعالى- نظرة لطف منذ خلقه.

مع أن ما أدركناه واكتشفناه عن عالم الأجسام هذا، وعالم الطبيعة محير للعقول، فعقولنا لا تصل جوهر هذا العالم إلّا هذا القدر الذي فهمه الإنسان حتى الآن، وما عداه موجود إلى ما شاء الله حيث لا يبلغ نوره أحد.

هناك كواكب تبعد عنا بلايين السنين الضوئية، ويصل ضوؤها إلى الارض في ستة بلايين من السنين، هذا الرقم لا نتمكّن من فهمه. وقد ذكر في بعض الكتابات أن بعض الكواكب لو فتح جوفها لاستوعب خمسمائة مليون شمس. ومن الكواكب ما لو وُضع في مركز الشمس لوصل إلى الأرض، هذه السعة لا تدركها العقول، لا يستطيع أحد إدراكها.

وهذه كلها في عالم (الدنيا) وهو عالم حقير. كان من أهل المعرفة من يقولون: تسمية هذا العالم بالدنيا هو بسبب الخجل من ذكر حقيقتها. وبهذا التشابك والتعقيد هو عالم (دنيا) هذه السماوات- مع كل ما اكتشف منها حتى الآن- فهي كما جاء على لسان القرآن (زيَّنا السماء الدنيا بزينة الكواكب). [1]

السماء (السفلى) هي مع كل ما اكتشف فيها حتى الآن، سماء (سفلى) في لغة القرآن، والسماوات العليا لم يكتشف ما فيها، وفي الوقت نفسه تعبّر الرواية عن هذا العالم بأنّه (ما نظر إليه نظر لطف منذ خلقه). ويعبّر القرآن عن الدنيا بأنّها (متاع)، وعن الآخرة بأنّها الحياة. هنا في الدنيا لا حياة، هنا موت، وحياة الآخرة هي الحياة: (إنّ الدار الآخرة لهي الحيوان) [2] ونحن غير مطلعين على ذلك.

التكليف الإلهي لطفُ الله بالعباد

في الوقت الذي نحن هنا لدينا مهمّات من قبل الله- تعالى- هي تكاليف لله- تبارك وتعالى- يجب أن نؤدّيها، ولا نغفل عن التكاليف الألهية، فجميع التكاليف الإلهية هي ألطاف إلهية، ونحن نتصوّرها تكاليف. كلها ألطاف سواء التكاليف الفردية الرامية إلى تربية كل إنسان على حدَّة، من أجل اكماله، ولا طريق للتكامل والرقي غير هذا الطريق، وهناك درجات لا يمكن الوصول إليها بسلوك هذا الطريق. وكذلك التكاليف الاجتماعية التي تجب تأديتها لتنظيم المجتمع، وقد بين لنا الأنبياء الأمور التي تتعلّق بالروح، والتي تتعلق بالمقامات العقلية، والتي تتعلق بالغيب.

وبيَّن القرآن ذلك أيضاً، وأهله يعلمون، وقد بينت السنة والكتاب تلك الامور التي هي من الوظائف الخاصة الداخلة في رقي الإنسان وتكامله، وبينت الامور المتعلقة بالمجتمع والامور


[1] سورة الصافات، الآية 6.

[2] سورة العنكبوت، الآية 64.

نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 3  صفحه : 222
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست