responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 3  صفحه : 215

الحقيقة أنّ من يعرف الإسلام، ويدرك حقيقته لا يعطي أولئك الحق أن يقولوا: إن اللحى والعمامة أصبحت عديمة الفائدة، وإن هذا النمط من التحصيل لا ينفع (يقولون هذا لجهلهم بالاسلام) كما لا يعطيكم الحق أن تقولوا أنتم عن معاني المعرفة والمعارف الإلهية: ما هذه العلوم؟

(اذا قلتم شيئاً كهذا، فهذا يعني أنتم أيضاً مثلهم) كما أنّه ليس لكلا الفريقين الحق فيما يقول، فأنتم تستطعيون تسفيه منطقهم في رفع الظلم وبسط العدالة، كما أنهم سيخطئون كلّ شي‌ء.

إن الاسلام ليس محصوراً في هذه الأمور، الإسلام يبني إنساناً ساعياً للعدالة وناشراً لها، إنساناً يتحلى بأخلاق كريمة، ويحمل معارف الهية تؤهّله أن ينسجم مع واقع الحياة في العالم الآخر بعد رحيله من هذا العالم، فهو آنذاك يكون قد أصبح آدمياً بحق. هؤلاء الذين يرون جانباً واحداً من الإسلام دون غيره ناقصون (اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين).

يروى- ولست بصدد تصحيح الرواية، أو ردّها- أن من المفسرين من يقولون: إنّ (المغضوب عليهم) هم (اليهود) و (الضالين) هم النصارى. وهناك رواية أخرى- ولا استطيع تأكيدها، ولكنّي أنقلها عمّن نقلوها- أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يقول: (كان أخي موسى عينه اليمنى عمياء وأخي عيسى عينه اليسرى عمياء، وأنا ذو عينين) [1].

ويقول هؤلاء المفسرون: إنّ ذلك لأن (التوراة) اهتمت بالماديات والأمور السياسية والدنيوية أكثر، وترون كيف تكالب اليهود، يأكلون الدنيا بكلتا يديهم، وما زالوا غير مكتفين، إنَّهم يأكلون أميركا، ويأكلون ايران الآن أيضاً، وهم غير قانعين، يبتعلون كل مكان بأكمله.

وفي كتاب حضرة عيسى كان التوجّه نحو المعنويات والروحانية أكثر، (فالعين اليسرى) التي تعبر عن الجانب الطبيعي كانت (عمياء) (ولا أستطيع تأكيد صدور الرواية عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) لكنّي أنقلها كما نُقِلَت أي: لم يكن متوجّهاً إلى جهة (اليسار) التي تشير إلى الطبيعة أو أنه كان قليل التوجّه نحوها. والتوراة حسب طبيعتها كان توجهها للماديات أكثر.

و (أنا ذو عينين) أي: متوجّه نحو المعنويات والماديات معاً، وترون كيف أن أحكام الإسلام تشهد على ذلك، ترون أحكامه وسياساته. يتصور الكثيرون، من الناس ومن أهل العلم، والقشريين المقدّسين أن لا ربط للإسلام بالسياسة، وان الإسلام والسياسة مفصولان أحدهما عن الآخر، وهو الأمر الذي لا تسمح الحكومات بحدوثه، والذي أوحى به الينا هؤلاء الاجانب، وتلك الحكومات منذ أمد، فهم يقولون: (ما علاقة الإسلام أو المعمم بالسياسة) كان البعض إذا أراد أن يعيب على أحد المعمّمين يقول: (معمم سياسي).

يقولون: (الإسلام بعيد عن السياسة والدين على حدة، والسياسة على حدة). هؤلاء لم يعرفوا الإسلام الذي تشكّلت حكومته في زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله) واستمرت في البقاء بعد ذلك‌


[1] (كان أخي موسى كريم العين اليمنى، وأخي عيسى كريم العين اليسرى، وأنا ذو العينين) منسوب إلى النبي (ص) وقد نقل الامام الخميني في كتاب (سر الصلاة) ص 92 هذه الرواية، وكتب في تفسيرها (كان جناب موسى (ع) لديه كثرة الغلبة على الوحدة، وجناب عيسى (ع) كان الوحدة غالبة على الكثرة، وكان الرسول الخاتم (ص) في مقام البرزخية الكبرى، وهي الحد الاوسط والصراط المستقيم).

نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 3  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست