responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 3  صفحه : 216

- عادلة أو غير عادلة- حتى وصلت عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) فعادت لتكون حكومة الإسلام العادلة. وكانت حكومته ذات سياسة من جميع الجوانب، وإلا فما هي السياسة؟ العلاقة بين الحاكم والشعب، والعلاقة بين الحاكم وسائر الحكومات، والقضاء على المفاسد الموجودة، كل ذلك سياسة.

ولو تأملنا قليلًا، لوجدنا أحكام الإسلام السياسية أكثر من أحكامه العبادية، والكتب الموجودة في الإسلام عن السياسة أكثر منها عن العبادة. فذلك المفهوم الذي سعوا إلى زرعه في أذهاننا مفهوم خاطئ، وإن كان بعض الإخوة المحترمين قد صدقوا بفصل الإسلام عن السياسة، وأن الإسلام مجموعة من الأحكام العبادية تخص العلاقة بين الإنسان والله، فاذهبوا أنتم إلى مسجدكم، وادعوا الله ما طاب لكم، واقرأوا القرآن أينما شئتم، ولن نمسّكم بشي‌ء.

هذا ليس إسلاماً! الإسلام وقف بوجه الظلمة، وأصدر أحكاماً بالقتال، وحكم بالقتل على الكفّار والمعتدين، وله أحكام على من هم هكذا. أفكل هذه الاحكام في الإسلام بالقتال والجهاد وكذا وكذا، والإسلام بعيد عن السياسة؟! والإسلام ليس سوى ارتياد المسجد وقراءة القرآن وأداء الصلاة؟! ليس كذلك، الإسلام لديه أحكام يجب تطبيقها.

لزوم التمسّك بالمعنويات‌

من جهة أخرى يريدون القول: لماذا تذهبون إلى المسجد؟ ما معنى الصلاة أصلا؟ وهذا خطأ أيضاً، فالاسلام فيه الصلاة (بني الإسلام ... على الصلاة) فهو ليس دنيا فقط وحياة حيوانية، لكي تقول جنابك إذا تحقّقت الحياة المرفّهة، فماذا أفعل بالصلاة؟ ماذا أفعل بالدعاء؟ إلا إذا كان القائل منكراً لما وراء هذا العالم، فحينما لا يكون وراء الطبيعة شي‌ء، ينتفي البحث، ولكن عندما يكون وراء هذا العالم عالم، ويعضده البرهان وتجمع الاديان كلّها عليه، فلابدّ من الاعتقاد به.

فمثلما نعامل عالم الطبيعة بأدواته وتحقيق العدالة الاجتماعية بين الناس فيه، وقيام الحكومة بتنظيم شؤون البشر، ولا اعتراض على هذا الاعتقاد والعمل، فإنّه لا محيص من الاعتقاد بعالم وراء هذا العالم أكّدته جميع الأديان والعمل به.

ولهذا العالم وسائل تعامُل خاصّة به، وتلك الوسائل جاء بها الانبياء ومنها الدعاء والذكر والقرآن والصلاة، فالأحكام العبادية كلّها أدوات للحياة في ذلك الجانب، والمعارف الإلهية فيض لأجل الحياة في ذلك العالم، ولأجل نورانية ذلك العالم.

اذن لا يحق لهؤلاء الذين وقفوا إلى هذا الجانب- تخطئة أولئك الذين وقفوا إلى ذلك الجانب، فذلك خطأ وضيق أفق. كما لا يحق لأولئك الذين وقفوا إلى ذلك الجانب أن يقولوا، لهؤلاء الذين ينادون بوجوب تحقيق العدالة الاجتماعية بين الناس، ووجوب الوقوف بوجه الظلم والتعدي (لست على شي‌ء!). هل مسؤوليتنا نحن أن نعكف على الدرس؟

مسؤولية جميع المسلمين هي الجمع بين العمل والعلم، أي: أن يكونوا فعالين في معارضة الظلم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا، ولو أن جميع الناس عملت بهذا التكليف، لما تمكنت حكومة من الاعتداء على شعبها، ولا تمكنت دولة من الاعتداء على دولة أخرى، هذه الامور تحدث الآن، لأن الشعب لا يدعم الممسكين بزمام الامور.

نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 3  صفحه : 216
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست