responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 3  صفحه : 213

وإضافة إلى تخطئتهم أقرانهم، واعتبارهم قشريين، هو معنى (نؤمن ببعض ...) الآية، هم لم يقولوا: لا علاقة لنا، أو لا نقبل بذلك!، بل قالوا: (إن الجوانب المادية طاغية على الدنيا، وإن الدنيا مليئة بالزخرف، وإن أهلها كذا ...).

ثم ظهرت مجموعة قالت: (إنّ أحكام الإسلام جاءت أساساً لإيجاد نوع من العدالة الاجتماعية، والقضاء على الطبقية، وليس في الإسلام شي‌ء آخر، والتوحيد في الإسلام إنمّا يعني التوحيد بين جماهير الناس في نمط الحياة، وأما العدالة في الإسلام، فتعني حياة الناس بعضهم مع بعض بشكل عادل ومتساو، فالأساس أن تكون الحياة البشرية كالحياة الحيوانية، فيعيش الناس حياةً واحدة، لا يتدخل أحد في شؤون أحد.

أما تلك الآيات التي تتحدّث بالمعاد والتوحيد، وكل تلك الأدلة والبراهين الواردة بخصوص إثبات النشأة الثانية [1]، فإنّ ذلك المتدين يغضّ طرفه عنها، ويلجأ إلى ما يلجأ إليه ذلك الذي لم يقوّ تدينه إلى درجة كافية من التأويل وهكذا.

في أيام شبابنا رأينا اثنين أو ثلاثة من طلبة العلوم الدينية ذوي انحراف، لكنّ تلك الأمور لمّا تظهر ذلك الوقت، والجديد الذي كانوا قد جاؤا به هو أنهم فهموا توّاً شيئاً مفاده (أن القيامة هنا في الدنيا، وكل ما يجري فيها يقع في هذه الدنيا، القيامة هنا، والجزاء هنا، وكل شي‌ء ينتهي هنا، والحياة البشرية ليست سوى حياة حيوانية، وكل شي‌ء هنا في هذه الدنيا).

لم يقولوا: لا نؤمن بالقيامة، وإنّما قالوا: القيامة هنا في الدنيا، لم يرفضوا آيات القيامة، وإنّما قالوا بحصولها هاهنا. تلك المجموعة كانت من المتدينين ومن المحبوبين أيضاً، إلا أنهم كانوا متوهّمين مشتبهين. وحينما يطالع الإنسان ما كتبوا في المجلّات وغيرها يرى أنَّه ليس بشي‌ء أصلًا.

فالإسلام عندَهم جاء لبناء الإنسان بناءً غير طبقي، أي: أنه جاء لجعل الجماعة البشريّة كالجماعة البهيمية لا تفاوتَ فيها، يعني أن يعيش الناس نمطاً من العيش تتكفّل فيه الحكومة بتلبية حاجات الجميع بالتساوي، ويكون الجميع في خدمتها.

فقد كانوا يريدون إسقاط كل الآيات والضرورات الموجودة في كل الأديان من حساباتهم، ويؤوِّلون الآيات ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا، وكما يحلو لهم لإثبات مدّعاهم، معرضين عن الآيات التي لا يستطيعون تأويلها، تماماً كما كان أولئك يفسّرون الآيات بالمعنى العرفاني.

وتأملوا ما كان أولئك الذين اتجهوا هذا الاتجاه يقولونه في قضية (موسى والخضر) [2] فمن أين جاءوا بما قالوا؟ الله اعلم من أين جاءوا بما قالوا. غير أنه طبيعي ذلك بعد المستوى الذي وصله الإنسان في ذلك التوجّه، وبعد أن أضحى كل توجهه النفسي منصبّاً على تلك المعاني الغيبية، وإغفال أمر التربية على الارض تماماً. وبعد أن أضحت الأمور التي لا تتجلى في موضوع واحد،


[1] وتعني هنا الآخرة.

[2] بناء على بعض الروايات فأن حضرة الخضر (عليه السلام) نبي مرسل، ولديه معجزة، وسمي بالخضر لأنه أينما وضع قدمه اخضر ذلك المكان ونما النبات، والاسم الاصلي ل- (الخضر) هو تالي بن ملكان بن أفخشد بن سام بن نوح. ويستفاد من الأحاديث الواردة حوله بأنه (عليه السلام) قد حصل على عمر أبدي بسبب شربه ماء الحياة. راجع ترجمة تفسير الميزان ج 26 ص 243 و 243.

نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 3  صفحه : 213
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست