responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 3  صفحه : 212

فلدى الإسلام أحكام لحياة الإنسان من قبل ولادته وزواج والديه، ومروراً بالحمل به حتّى الولادة والتربية في الطفولة والصبا والبلوغ والشباب والشيخوخة، بل تتبع الإنسان الى القبر وما بعد القبر.

فوضع الإنسان في رمسه لا ينهي الأمر، بل ذلك أول الامر، فجميع هذه الحياة البشرية هنا. وكل ما يتعلّق بتربية الإنسان، وجعله عقلانياً وأخلاقياً وغيرهما الى ان ينفصل عن هذا العالم ويبلغ مرتبة الكمال ومرتبة التجرد- المرتبة الأصلية- ثم بعد تسليمه إلى القبر وبدء حياته الروحانية حياة القبر، الحياة الروحية والمعنوية والبرزخية، وما هو أرقى من الحياة الروحية والبرزخية، وكل هذه من اختصاص الإسلام. فالإسلام وأحكامه التي بعث الله- تعالى- بها الانبياء والرسل لا تقتصر على هذا العالم فقط، ولا بالعالم الآخر فقط.

مرت علينا عصور كثيرة كان فيها الفلاسفة والعرفاء والمتكلّمون وأمثالهم في طلب المقاصد المعنوية، وقد تمسكوا دوماً بتلك المعنويات (كل حسب طاقة إدراكه) وخطّأوا السطحيّين إذ عدّوا كل من سواهم سطحيّاً وخطأووه.

وحينما تعرّضوا لتفسير القرآن، فسّروا أغلب الآيات بالمعاني العرفانية والفلسفية، وغفلوا كلياً عن الحياة الدنيا، وما هو مطلوب لها، وعن التربية الواجب تحقيقها فيها. غفلوا عن ذلك، وتمكسّوا بتلك المعاني التي تفوق إدراك العامة- كل حسب مذهبه- وعلاوة على طرح تلك التفاسير خطأووا كل من سواهم.

وفى عصرهم نفسه كانت هناك طائفة أخرى من العلماء ممن توجهوا نحو الاهتمام بالمسائل الفقهية والتعبدية، أولئك أيضاً قاموا بدورهم بتخطئة هؤلاء، فوصموهم بالالحاد أو الكفر أو عملوا معهم ما عملوا وخطأووهم، والحال أن الجميع يجانب الواقع.

فالفقهاء حصروا الإسلام بالأحكام الفرعية، والفلاسفة والعرفاء حصروا الإسلام بالجوانب المعنوية وما وراء الطبيعة، إذ كانوا يعتقدون أن ما وراء الطبيعة هو الشامل لكل الجوانب، في حين أن أولئك رأوا أن الإسلام جملة من الأحكام للدنيا، وأنه مجموعة من الأحكام الفقهية، ولا معنى لكل ما عدا ذلك.

ظهرت بعد ذلك مجموعة من الكتّاب المتدينين والفضلاء العاملين- كأولئك الفقهاء العاملين- فالمتكلمون والفلاسفة كانوا عاملين أيضاً، وسعوا إلى خدمة الدين، وتوضيح أحكامه- كل حسب فهمه- وعلى أية حال، ظهرت مجموعة من الكتّاب ذوي الاقلام الجيدة، هؤلاء فسروا الآيات القرآنية على خلاف ما فسّرها العرفاء والفلاسفة من الأمور المعنوية، فسّروها بالماديات.

أولئك كانوا يقولون: إن الإسلام جاء أساساً لتعليم الناس التوحيد وسائر المسائل العقلية الالهية، وباقي الأمور إنما هي مقدّمة لذلك، لذا ينبغي تركها، والسعي نحو تحقيق الغايات لذا لم يكترثوا- طبعاً بعضهم لا جميعاً- بالفقه والفقهاء، ولا بالأخبار أو ظواهر القرآن أو الكثير من الأحكام الموجودة في القرآن. طبعاً لم يردّوها، إلا أن تعرّفهم كان كالرد لها تماماً، فعدم الاكتراث بها، والحياد عنها كان معناه هذا.

نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 3  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست