التاريخ: صباح 21 بهمن 1366 ه-. ش/ 21 جمادي الثاني 1408 ه-. ق
المكان: طهران، حسينية جماران
الموضوع: العناية الالهية في انتصارات الشعب واقتدار الشعب الايراني في العالم
المناسبة: الذكرى السنوية لانتصار الثورة الاسلامية
الحاضرون: الخامنئي، السيد على (رئيس الجمهورية)- الموسوي، مير حسين (رئيس الوزراء)- أعضاء المجلس الوزاري- المسؤولون المدنيون والعسكريون- علماء الدين- الضيوف الأجانب المساهمون في أعياد عشرة الفجر- الممثلون السياسيون للدول الأجنبية المقيمون في طهران
بسم الله الرحمن الرحيم
إنتصار الشعب برعاية الحق تعالى
ما أريد قوله بعد تقديم التهاني والتبريكات لكافة المسلمين والمظلومين في العالم هو أنّه لا ينبغي لأحد أن يتصور بأنّ الثورة ترتبط بشخص معين، فلئن كان لي فيها سهم فبقدر كوني فرداًمن أفراد المجتمع، كل ما حصل كان من الله تبارك وتعالى، فهو الذي غير هذه الأمة من حال الى حال أخرى وهو مقلب القلوب، وهو كل شيء ونحن لا شيء؛ إنّ عنايته وألطافه هي التي غيرت هذه الأمة وجعلتها تسير على الخط الالهي ثم تنتصر مع احتوائها علىأسباب الهزيمة والاندحار؛ لقد جربت بنفسي في فترة دخولنا الحرب بأنّنا نعزم علىالقيام بعمل ما ثم تتبدل آراؤنا الىعمل غيره، وبعد ذلك يتبين لنا صحة العمل الثاني؛ فلا تفسير لذلك سوى أنّ الله تعالىفعل ذلك، لقد توصلت الىأنّ فكرنا لا يعي الكثير من الأمور، فالله تعالى يمسك بزمام الأمور في جميع القضايا ويجب أن نصدق بذلك ويصدق شعبنا أيضاً، إذ لو انقطعت الرعاية الالهية عن العالم آناً واحداً لهلك العالم برمته، فالعالم قائم علىإرادة الحق جل وعلا، لكنّنا جاهلون وتخفى علينا أغلب الأمور، وأهم ما في الموضوع أنّ كافة المحن والمصائب التي يتحملها البشر ناشئة من هذا الجهل، فان زال هذا الجهل زالت المصائب والكرب معه؛ اذا رأى الانسان أنّ مرجع جميع الأعمال إليه تعالىلا يبقىوجود للمحنة، وهذه أدنىمراتب الأولياء ولديهم مراتب أخرىلا يمكننا توصيفها.
يجب أن نلتفت الى أنّنا جزء من هذه الدنيا، فلا نعدو عن كوننا أمة تتكون من بضع ملايين من البشر، وبالقياس الىالعالم تتضح قلتنا ويبرز ضعفنا، فكان يجب أن ندمر ويزال أثرنا منذ اللحظة الأولى بالنظر الىكثرة المؤامرات والمكائد؛ الله سبحانه وتعالىحفظنا وأنجانا،