responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 13  صفحه : 394

طريق التربية والتعليم، ثم بعدها تأتي مسألة التزكية «ويزكيّهم» قبل مسألة التعليم مما يدل على أن مسالة تزكية النفس أكثر أهمية من مسألة تعليم الكتاب والحكمة، وهي مقدمة لأن يقع الكتاب والحكمة في نفس الإنسان. فلو قام الإنسان بتزكية وتربية نفسه حسب توصيات الأنبياء (ع) التي جاؤوا بها للبشر كافة، فإنه بعد التزكية سيرتسم في نفس الإنسان الكتاب والحكمة أيضاً بمعانيها الحقيقية، وسوف توصل الإنسان إلى الكمال المطلوب. ولذلك يقول في آية أخرى «مثل الذين حُمِّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً» [1]. يريد الله سبحانه وتعالى أن يقول بأن العلم وحده ليس له أية فائدة. فالعلم الذي لا يرتبط بالتربية والتزكية ليس له فائدة، فكما أن الحمار لا يستفيد من الكتب التي في خرجه، سواء كانت كتب التوحيد أو الفقه أو كتباً علمية فكذلك حال الذين يخزنون شتى أنواع العلوم والمعارف في باطنهم دون أن يقوموا بتربية نفوسهم وتزكيتها، فهؤلاء علومهم ليست لها أية فائدة، بل إنها في جميع الأحيان مضرة، وفي كثير من الأحيان فإن ذلك الشخص العالم الذي يعرف كل شي‌ء إلّا انه لم يقم بتزكية وتصفية نفسه حسب التربية الإلهية، فإن علمه سيكون وسيلة لدمار البشرية، والعلماء الذين يجلبون الدمار للبشرية هم أسوأ من الناس العاديين وضررهم أكثر من أي شخص آخر، وهو قوله تعالى «كمثل الحمار» بل أسوأ منه، لأن علمهم يؤدي إلى تدمير الآخرين.

فعلى العاملين في مجال إعداد المعلمين وكل من يعمل في هذا المجال أن يعلم أولًا بأن هذا العمل هو عمل إلهي. فالله سبحانه وتعالى هو مربي المعلمين الذين هم الأنبياء (ع). فإذاً أولًا العمل عمل إلهي، وثانياً إن التربية والتزكية هي متقدمة على التعليم.

لو كان في مدارسنا وكلياتنا وجامعاتنا وجميع المدارس التعليمية سواءً التي تدرس العلوم الإسلامية أو غير الإسلامية، التربية والتزكية، فإنها تستطيع أن تقدم خدمات كثيرة وتهدي للبشرية السعادة، فكل سعادة البشر من العلم والإيمان والتزكية. «إن الإنسان لفي خسر» [2]. فالإنسان، أصله هذا الحيوان الذي يدعى بالإنسان، فهو في خسران وضرر، إلّا طائفة واحدة وهم أولئك الذين آمنوا بالله سبحانه وتعالى وأطاعوه وعملوا الصالحات. ومن آثاره أيضاً التواصي بالحق «تواصوا بالحق» يوصون بالحق وبالصبر، وإلّا إذا خرج من هذا الإستثناء «إلّا الذين آمنوا» فهو لفي خسران وضرر. اسعوا إلى تربية وتزكية


[1] سورة الجمعة، الآية 5.

[2] سورة العصر، الآية 2.

نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 13  صفحه : 394
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست