responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 13  صفحه : 354

وتخريج عناصر وقوى الفساد والتخريب، كما هو الحال في عالمنا اليوم، وأما لو أعطيت وجهتها السليمة، فستقدم للبشرية خدمات لا يمكن لأي جهة أخرى أن تقدم مثلها، فالأساس هو الوجهة التي يسار فيها. وقد عبر القرآن عن ذلك بأبلغ بيان بقوله تعالى: «إقرأ باسم ربّك الذي خلق» إقرأ؛ ولكن ليس مطلق القراءة، تعلّم ولكن ليس مطلق التعلّم، حصّل العلم، ولكن ليس مطلق العلم والتحصيل، وإنما العلم والتعلّم ذو الوجهة السليمة، الذي وجهته اسم الرب، والتوجه إلى الله، والذي يكون لأجل الله وخدمة خلق الله. فإن الأقلام إذا ما سُخّرت لأجل الله ولخدمة خلق الله، تنحَّت البنادق جانباً، وأمّا لو لم تكن كذلك، كانت صانعة للبنادق، فأدوات القتل والدماء إنما أوجدتها تلك الأيدي الحاملة للأقلام، أيدي العلماء المتواجدين في جميع الجامعات، كما أن رقي البشرية وتقدمها صنعته أيدي العلماء وأقلامها أيضاً.

فليكن سعيكم في أن تعلّموا الناس تعليماً موجّهاً، فهذه الصفوف الدراسية التي أنشأتموها لمحو الأمية، ويحضرها الكثير من الشباب وكبار السن، يجب أن لايكون هدفكم منها، مجرد محو أمية هؤلاء الأعزاء، وتعليمهم القراءة والكتابة، بل أعطوها وجهتها، وعلّموهم أن يقرأوا لله ويكتبوا لله، ولأجل خدمة الإسلام وخلق الله.

ضرورة إقتران التعليم بالتربية

يجب أن يقترن تعليم الناس مع تربيتهم. تلك التربية الإنسانية التي تعود على الإنسان بالنفع والفائدة، وذلك التعليم الموجّه، الحاضر فيه اسم الرب والتوجه إلى الله. فعلى جميع العاملين في حقل التعليم والتربية في كافة أنحاء البلاد أن يراعوا هذه المسائل فيما يقدمون للتلاميذ والطلاب من علم ومعرفة، وأن يسعوا جاهدين لإعطائه وجهته الإلهية والإنسانية، ليكون علمهم لله، وطاعة له. فإن كان هكذا علم إلهياً وإنساني الوجهة، جعله الله تبارك وتعالى من أعظم العبادات هذه الوجهة متمثلة في «إقرأ باسم ربّك». فإننا لا نجد ديناً أو أمةً أعطت العلم أهميته وأبعاده الحقيقية كالإسلام.

فقد تحدث القرآن في مواطن كثيرة عن العلم والعالم وطلب العلم، وعندما تحدث عن الحديد أخذ مسألة نفعه للناس بعين الاعتبار «وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس» [1] فإن قيمة الحديد هي بمقدار نفعه للناس، وأمّا لو سقط بأيدي الطغاة والقوى‌


[1] سورة الحديد، الآية 25.

نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 13  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست