responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 13  صفحه : 353

فمادامت البشرية تريد العيش في ظل البنادق والمدافع والدبابات فلن تستطيع التقدم نحو كمالها الإنساني ما لم تصل إلى مرحلة تتغلّب فيها لغة العلم والمنطق على لغة العنف والقتل، وتتغلّب فيها الأقلام على البنادق، فتضع آلات الموت جانباً وتفسح المجال لساحة العلم والمعرفة والقلم.

المعيار قيمة الاعمال وأهدافها

نحن عندما نقرأ في القرآن الآية الأولى من سورة العلق، والتي تعتبر حسب الظاهر أول ما نزل على رسول الله (ص)، نجد أنها توصي بأمرين: أولهما؛ القراءة يعني العلم والمعرفة. وثانيهما؛ تحديد الجهة التي يجب لهذه القراءة وهذا العلم أن يكونا في خدمتها. فعندما يقول الباري عزّ وجل: «إقرأ باسم ربك» [1] فالمقصود ليس مطلق القراءة أو مطلق العلم والمعرفة، وإلا هناك من العلم ما هو ضد الإنسانية ومخالفٌ لمصلحة الإنسان وكرامته، إنما المقصود ذلك العلم النافع الذي يكون في جهة خير البشرية وسعادتها، ويكون بإسم الرب وذي وجهة إلهية، وغير غافل عن اسم الله، ليكون هذا العلم وتلك القراءة وكل ما يتمخض عنهما لخدمة الإنسان وصلاحه.

فعمدة القول، إن المعيار في تقييم أفعال الإنسان في كل ما ينتجه من علم ومعرفة وصناعات وفنون، الغرض والدافع الكامن وراء إيجاد هذه الأشياء، بندقية كانت أو قلماً، دبابة كانت أو كتاباً علمياً فإن كان الغرض منها غرضاً إلهياً إنسانياً، يعود على البشرية بالخير والصلاح، أخذت قيمتها الإلهية والإنسانية، وإن كانت خلاف ذلك، سلبت منها هذه القيمة، وتحولت إلى وسائل خطيرة خصوصاً ما يخطه القلم ويفصح عنه اللسان من البيان، فإن القلم الفاسد أشد فتكاً من البندقية الرشاشة، وإن اللسان المغرض الزلق أخطر من المدفع والدبابة، وأمّا خطر العلم فهو أكثر من الجميع. ولكن إذا ما سخرنا كل ذلك لخدمة الإنسان ولخير البشرية وصلاحها، ووفق ما يمليه علينا الوجدان والدين، أصبحت لهذه الأعمال قيمة، وأصبح القلم بندقية، وأصبحت البندقية قلماً.

التأكيد على الهدف الإلهي للأفعال‌

على البشرية أن تفكر بجدية في مسألة إعطاء مراكز التعليم والتربية وجهتها الحقيقية. فالجامعات ما لم تعطى وجهتها الحقيقية، ستتحول إلى مراكز وبؤر لتربية


[1] سورة العلق، الآية 1.

نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 13  صفحه : 353
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست