responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 13  صفحه : 340

وصلاحه، ذلك الطريق الذي عبّر عنه القرآن بالصراط المستقيم «إهدانا الصراط المستقيم» [1] والذي نسأل الله الهداية إليه في كل صلاة نصليها، هذا الطريق الذي يبدأ من هنا لكن نهايته هي الآخرة، وهي الوصول إلى الله سبحانه وتعالى.

فالسياسة الحقّة هي السياسة التي تقود المجتمع وتسير به آخذة بعين الاعتبار جميع المصالح والأبعاد المتعددة للإنسان والمجتمع وتعمل على تنمية هذه الأبعاد وهدايتها لما فيه خير المجتمع والشعب والأفراد وصلاحهم، وهي من خصائص الأنبياء دون سواهم، لأن الآخرين لايقدرون على إدارة سياسة البلاد بهذه الشمولية، فهذا اللون من السياسة مختصٌ بالأنبياء والأولياء ومن ثم أتباعهم من علماء الإسلام اليقظين. والآن يقولون أنتم لا تتدخلوا في السياسة واتركوها لنا، إن السياسة التي تطمحون إليها، على فرض سلامة سياستكم فإنها سياسة حيوانية، فالأشخاص الفاسدين سياستهم شيطانية لا تنظر إلّا إلى الجوانب المادية والحيوانية للإنسان. أمّا الأنبياء فبالإضافة إلى ما سبق؛ يسعون لتأمين حاجات الإنسان الروحية والمعنوية، فهم يريدون له الصلاح والفلاح في هذا العالم وفي ذلك، وما هذا العالم عندهم إلا طريق إلى ذلك العالم، فهم يريدون خير الإنسان وصلاحه في كلا الجانبين المادي والمعنوي ويريدون أن يرقوا به في كلا هذين الجانبين من أدنى المراتب إلى أسمى مراتب الكمال. فالإنسان له مراتب كمال. فالسياسيون الإسلاميون، السياسيون الروحانيون، الأنبياء (ع) إنما شغلهم السياسة، وإن الدين هو عين السياسة التي تريد أن تأخذ بأيدي الناس وتسير بهم في طريق صلاحهم وفلاحهم وسعادتهم الدنيوية والاخروية، هذا الطريق الذي عبر عنه القرآن الكريم بالصراط المستقيم.

ضرورة تدخل علماء الدين في القضايا السياسية والاجتماعية

على السادة أن يتنبّهوا وجميع الشعب إلى أن هؤلاء كانوا يربوننا سابقاً وعبر الدعاية التي كانت تنظمها لهم القوى الكبرى الطامعة، على نحو يفصلوننا معه عن السياسة، والتدخل في الشؤون الاجتماعة والسياسية للناس، وذلك ليستلم الحكومة وشؤون البلاد السياسية والاجتماعية وكل شي‌ء فيها، موظفو القوى الكبرى في الداخل، ليجرنا هؤلاء بدورهم إما إلى المعسكر الشرقي أو إلى المعسكر الغربي. إن هذه السياسة سياسة شيطانية، وحتى على فرض صحة وسلامة توجهاتهم السياسية إلا أن سياستهم لاتنظر إلا إلى بعدٍ


[1] سورة الفاتحة، الآية الخامسة.

نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 13  صفحه : 340
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست