responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 13  صفحه : 341

واحد، وهو البعد المادي والحيواني، أمّا سياسة الأنبياء وورثة علمهم من العلماء الملتزمين فتشتمل على جميع الأبعاد. لا تظنوا أبداً أن القوى الكبرى ستتركنا وشأننا، إنهم الآن مشغولون بالتخطيط ونصب المكائد لإقصائنا عن الحكومة والتدخل في الشؤون السياسية والاجتماعية للبلاد، نعم؛ كنت قد قلت عندما كنت في النجف أن علماء الدين أجلّ شأناً من أن يتدخلوا في الشؤون الإدارية والتنفيذية، لكن بشرط أن يكون المتصدون لأمور البلاد أفراداً مؤمنين ملتزمين بالإسلام، ويديرون دفة الحكم والسياسة على ضوء الموازين الإسلامية، لا بمعنى أنه إذا تعذر وجود هؤلاء، أو وجد أشخاصٌ ولكنهم عاجزون عن إدارة البلاد وفق الموازين الإسلامية، أو أنهم في الأصل لايريدون العمل وفقها، فعلى السادة العلماء أن يكتفوا بالجلوس جانباً والتفرج، ليجرنا هؤلاء إلى حيث يشاؤون. فالمسألة ليست كذلك. وإنما المسألة هي أنه في حال وجود سياسيين قادرين على إدارة البلاد بما ينسجم والإرادة الإسلامية حتى على مستوى البعد الدنيوي المادي، بحيث تحفظ هذه السياسة حريتنا واستقلالنا، دون أن تجرنا نحو الشرق أو الغرب، إذا تحقق ذلك، فلا مانع أبداً منه، وبدورهم العلماء عندما يجدون أن الأمور لتسير على ما يرام، سيتنحون جانباً، ويشتغلون بمسؤولياتهم التبليغية والتعليمية، فهي الأخرى ضربٌ من السياسة، لكنها سياسة روحانية. وأمّا إذا وجدنا أن الأمور تسير على خلاف ما ذكرنا، فإننا مضطرون عندها للتدخل والعمل على تسليم مقاليد الأمور لأشخاص ملتزمين لا يحيدون بنا عن المسار السليم، فعلينا جميعاً وبالخصوص الأجيال القادمة أن يفتحوا أعينهم وآذانهم جيداً، لئلا يأتي هؤلاء الشياطين مرّة أخرى، ويحرفوا أذهانكم من خلال ما يبثونه في وسائل دعايتهم من أفكار منحرفة مثل: ما لعلماء الدين والسياسة، ما لعلماء الدين والتدخل في شؤون البلاد وإدارتها، وغيرها من الترهات، فإنها خطة شيطانية يعملون الآن على تطبيقها والترويج لها في وسائل إعلامهم. بناءً على هذا؛ فمن اللازم بل من الواجب على جميع أئمة الجمعة والجماعات وفي كافة أنحاء البلدان الإسلامية، أن يعملوا على توعية الناس وإفهامهم، أن هذه النغمة التي علا صوتها في جميع البلدان الإسلامية، بأن علماء الدين يجب ألّا يتدخلوا في السياسية، هي خطة رسمتها القوى الكبرى، وينفذها عملاؤها وموظفوها داخل البلدان الإسلامية، فلا تصغوا إلى كلامهم وافتحوا أذهان الشعب وأفهموهم أن هذه النغمة إنما الهدف منها، إقصاء علماء الدين عن الحياة السياسية وعزلهم، ليعود الوضع في البلاد كما كان في الماضي، فلنستيقظ ونتنبّه جميعاً لهذا الأمر، ولتلتفت الأجيال القادمة له، لئلا يضلوا عن الطريق الذي وجده إخوانهم اليوم بعد طول ضياع.

نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 13  صفحه : 341
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست