responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 13  صفحه : 339

الذي قاله لنا: أيها السيد! السياسية عبارة عن الكذب، عبارة عن الخداع والتدليس، عبارة عن إحتراق النفس، فدعوها واتركوها لنا، فأجبته قائلًا: «إن هكذا سياسة هي التي تعرفونها أنتم»، طبعاً بعد ذلك جاء وكذب علينا بأن (فلاناً) قرّر عدم التدخل في السياسة، ونحن بدورنا رددنا عليه، فالمسألة هي هذه؛ أن السياسة التي يتحدث عنها هؤلاء ويقولون عنها بأنها كذبٌ بكذب، واحتيال ونصب على الناس ونهبٌ لأموالهم بالتزوير والخداع وغيرها من الأمور، هذه السياسة ليس لها أي علاقة بالسياسة الإسلامية، إنها سياسة شيطانية، وأمّا السياسة بمعنى إدارة شؤون البلاد والمجتمع والسير بهما وهدايتهما لما فيه الخير والصلاح للمجتمع فإنها ثابتة في رواياتنا عن النبي الأكرم (ص) وبنفس اللفظ (السياسة)، وفي الزيارة الجامعة ورد هذا اللفظ بهذا المعنى حسب الظاهر عند قوله «ساسة العباد» [1]، وفي إحدى الروايات ورد ما مضمونه أن النبي (ص) إنما بُعث ليتولى سياسة البلاد والعباد [2].

المعنى الصحيح للسياسة

ما أريد أن أقوله إن السياسة حقٌ من حقوق الأنبياء والأوصياء وعلماء الدين، ولكن مفهوم السياسة عند هؤلاء أوسع نطاقاً ودائرة من مفهومه عند أولئك. فلو افترضنا وجود شخص يريد أن يطبق وينفّذ مبادئ السياسة بمعناها الصحيح لا بمعناها الشيطاني الفاسد، أو أن حكومة ما أو رئيس جمهورية ما أو دولة ما تريد الالتزام بتطبيق السياسة الصحيحة وأن تعمل لخير الأمة وصلاحها، فإن كل هذا لا يمثل إلا بعداً واحداً من أبعاد السياسة لدى الأنبياء والأولياء والآن لدى علماء الإسلام. فالإنسان كائنٌ متعدد الأبعاد، كما أن المجتمع متعدد الأبعاد أيضاً، فمن الخطأ الكبير أن نقتصر على تأمين حاجات البعد الحيواني في الإنسان من مأكل ومشرب ورفاه وغيرها من الأمور، ونغفل أبعاده الوجودية الاخرى. فالسياسات الشيطانية وحتى السياسات السليمة، على فرض وجودها، تقتصر في إدارتها وهدايتها لشؤون المجتمع على الجانب المادي منه، وهذا لا يمثل إلا جزءاً صغيراً من السياسة الثابتة للأنبياء والأولياء في الإسلام. فإنهم مكلّفون بهداية الأمم والمجتمعات والشعوب وقبل كل شي‌ء الإنسان، دون إغفال أي بعد من أبعاده المتعددة ليأخذوا بيده إلى طريق سعادته‌


[1] مفاتيح الجنان، الزيارة الجامعة الكبيرة.

[2] أصول الكافي، ج 1، ص 266، ح 4، بحار الأنوار، ج 17، ص 4، ح 3.

نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 13  صفحه : 339
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست