responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 13  صفحه : 245

من الآخرين، ينعدم فيها هذا التفكير وتخلد إلى التقاعس والكسل، تماماً كالإنسان المحاط بعشرات الخدم والحشم، فإنه يتعود على الراحة والكسل، لأنه لا يفعل أي شي‌ء بيده، ولكنه عندما يُسجن ويغدو وحيداً فريداً، يضطر لأن ينجز أعماله بنفسه، وإلا أصابه الهلاك. فالأمة المعزولة من قبل الآخرين يمكنها أن تترقى وتتقدم. في حين أن الأمة غير المعزولة، ستعيش الاتكاليّة على الغير في كلِّ شي‌ء. فقوتها من الغير، وسياراتها من الغير، وحتى كهرباؤها من الغير. هكذا أمة ستبقى حتى النهاية أسيرة للغير. فلو لم تعيشوا العزلة، لن تتمكنوا من الاستقلال. فما الذي يخيفنا من العزلة، وقد كنا قبلها نعيش في دوامة من المشاكل والمصائب؟ والآن صحيح أننا معزولون، ولكننا على الأقل نعيش الاستقلال، فكل شخص منا سيّد نفسه وليس خاضعاً للغير ولم تعد تجرؤ سفارة من السفارات- أياً كانت- من أن تتدخل في أمورنا، أو تملي مطالبها على حكومتنا أو على شعبنا، أتظنون بأننا معزولون، فعدم كوننا معزولين بالمعنى الذي تريدونه أنتم، معناه؛ أن نعيش التبعية ونكون عبيداً وغلماناً لكم إلى الأبد، فما زلت أتذكر تلك الصورة لمحمد رضا، والتي نشرتها إحدى الصحف الإيرانية الصادرة في ذلك الوقت، تظهره وهو في أمريكا، يقف إلى جانب أحد رؤسائها كالطفل، وذلك الأخير- لم أعد اذكر اسمه ربما جونسون‌ [1]- كان يخلع نظارته دون حتى أن يلتفت إليه أو يعبأ به، وكأنه لا يوجد أحدٌ إلى جانبه، فالله عالمٌ، بمدى الأسى والمرارة التي ولّدها هذا المنظر في نفسي ولا زال، بأن يكون حالنا على هذه الشاكلة، بحيث يذهب هذا الشخص والذي يدّعي بأنه الكل في الكل وأنه سيجعل من هذه البلاد كذا وكذا ويوصلها إلى درجة من التطور تجتاز معه اليابان، أن يذهب هذا الشخص الضعيف والزبون الدائم للأمريكان إلى هناك، وبعد مراسم الاستقبال وبرتوكولاته، يذهب ليقف إلى جانب جونسون، ثم يقوم هذا الأخير ودون أن ينظر في وجهه، بخلع نظارته، وكأنه لا أحد يقف إلى جانبه وذلك الأحمق واقفٌ إلى جانبه كالأبله، يعلم الله أن أي عزلة مع صون الكرامة وعزة النفس، هي أرحم بكثير من عدم العزلة مع الذل والهوان.

نعم، فمحمد رضا لم يكن معزولًا، والسادة يريدون لنا عدم عزلة كهذه، ولكن ليعلم هؤلاء السادة، بأننا نرحب وبصدر مفتوح بأي نوع من أنواع العزلة التي يتخيلونها، فلو لم تكن هناك عزلة، لن تتحرك العقول وتبدع، فالدماغ الأمريكي ليس أكبر من أدمغتكم، والعقل الأمريكي ليس أكثر ذكاءً من عقولكم، ولكن هؤلاء استطاعوا أن يجعلوكم‌


[1] ليندون جونسون؛ الرئيس الأمريكي السابق.

نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 13  صفحه : 245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست