responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 13  صفحه : 244

السوق بأسره! فهذه هي حالنا عندما لم نكن معزولين، فعدم العزلة معناه، أن علاقاتنا مع أمريكا والاتحاد السوفيتي ومع هذا وذاك على أفضل ما يكون.

الاستقلال والاكتفاء الذاتي في عزلتنا عن القوى الكبرى‌

الآن ونحن في عزلة، فما هي حالنا؟ الآن ونحن في عزلة، نهض شبابنا الشجعان واستولوا على السفارة الأمريكية واحتجزوا من فيها من الجواسيس، طبعاً عاملوهم بمنتهى الإنسانية، وحسب ما كان يصلني دائماً، فإنهم عاملوهم معاملة حسنة وجيدة، فأخلاقهم الإسلامية تحتم عليهم ذلك. الآن ونحن في عزلة؛ ها هي أسواقنا عامرة، فعّالة ونشيطة، الآن ونحن في عزلة؛ لا يستطيع أحدٌ أن يظلمنا أو يأمرنا بإغلاق أسواقنا، ولا يستطيع أحدٌ أن يفرض علينا مل‌ء الشوارع والمحلات بالزينة والأعلام من أجل الرابع من آبان. فأيهما أفضل، أن نعيش في عزلة أم دون عزلة؟ فالإنسان يجد نفسه أكثر في العزلة.

بالأمس، جاءني عددٌ من الشبان ومعهم بندقية، ولا أعرف جيداً ما هي هذه البندقية، أتوا بها وأروني إياها ثم قالوا: نحن صنعنا هذه، وعندما أريناها للجيش قالوا: بأنها بندقية جيدة ونحن مستعدون لتأمين ما تحتاجون إليه من مثلها، هذا كلّه من بركات العزلة، فلو لم نكن كذلك، ما كنّا لنفكر يوماً بالاعتماد على أنفسنا ونصنع ما نحتاجه بأنفسنا، فعدم كوننا معزولين يعني أن نعيش الإتكالية على الغير، يعني الأسر، وأما أن نكون معزولين فمعناه؛ أن علاقاتنا مع الآخرين مقطوعة، وأننا لسنا عبيداً للآخرين. ثم يأتي هؤلاء ويذهبون، ويدعوننا لإعادة العلاقات فيما بيننا وبالشكل الذي نرغب نحن فيه، كيف هذا؟ إننا على يقين بأنها لعبة من ألاعيبهم التي تعوّدنا عليها، طبعاً، مما لا شك فيه إنه إذا تعامل الجميع على أساس الاحترام المتبادل، لسادت الأخوّة جميع أرجاء العالم، ولكن المسألة ليست كذلك ونحن لانهاب هذه العزلة، بل نرحب بهكذا عزلة تجبرنا على أن نفكر ونخطط لأنفسنا بأنفسنا، فعدم وجود هذه العزلة، يعني أن نكون متكلين على الغير، يعني مدّ اليد إلى الغير في كل ما نحتاجه، في الصناعة، في الزراعة، وحتى في تأمين القمح والمواد الأساسية الأخرى فكل ما نحتاجه يجب أن نأخذه من الغير، وما دامت الأمة هذا حالها، فلن تستطيع أن تستقل في شي‌ء، لا اقتصادياً ولا اجتماعياً ولا عسكرياً. ولكن عندما تُضرب حولكم العزلة، فستستطيعون عندها فعل ذلك كله، ففي أجواء العزلة وحدها يمكن لهذا التفكير أن يتبادر إلى ذهنكم وهو أنه علينا أن ندير صناعتنا، وزراعتنا، بأنفسنا، دون الحاجة إلى الآخرين، وذلك لأنكم ستجدون أنفسكم وحيدين، وما من أحد يمد يد العون. لكم فالأمة التي تشعر بهذا الإحساس، وأن الآخرين قد تخلوا عنها وتركوها تواجه مصيرها بنفسها، تبدأ تفكر جدياً بأن تصنّع وتنتج ما تحتاجه، ولكن عندما يأتيها كلُّ شي‌ء جاهزاً

نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 13  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست