responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 13  صفحه : 224

لقد بذل الأنبياء والأولياء ما بوسعهم، وأدوا ما عليهم، وأن ما في هذه الدنيا من خيرٍ وبركات هو بفضلهم وبفضل الجهود التي بذلوها والمشاق التي تحملوها في سبيل إصلاح البشر وهدايتهم.

فعلينا أن لا ننظر إلى الأمور من منظار مادي بحت، وأن لا نقتصر في تقييمنا لمسائل، النصر والهزيمة، والربح والخسارة، على المعايير المادية فحسب، بل علينا أن نجعل معاييرنا معايير إلهية، ونقيّم الأمور من حيث النصر والهزيمة على ضوء هذه المعايير. فإننا لو إنتصرنا في هذا الميدان الإلهي، وفي هذا الصراط الإنساني المستقيم، فسنكون نحن الغالبين حتى لو قام العالم بأسره ضدنا، وحتى لو قتلنا وأُبدنا عن آخرنا، لأن المعيار ليس هو المعيار المادي، وأن العالم ليس مجرد هذا العالم الطبيعي المادي الذي نتحسسه. فهناك عوالم إلى ما شاء الله، منها أتينا وإليها نعود، وما هذا العالم الذي نعيش فيه إلا أدناها مرتبة. فالميزان هو هذا الميدان وهذا الصراط، والمعيار الحقيقي للإنسان بما هو إنسان في انتصاره وهزيمته وربحه وخسرانه هو هذا الصراط ومدى السير فيه لا الطبيعة وكل ما هو مادي. ولو أنّا وفقنا للسير على نفس هذا الصراط، الذي سار عليه الأنبياء والمرسلون (ع) من قبل لانتصرنا كما انتصروا هم رغم التعذيب والقتل والحرق والنفي الذي تعرضوا له؛ فقد انتصر الأنبياء في هذا الطريق، طريق الانسان، في حين أن أعداءهم أعداء الإنسانية من الطواغيت والفراعنة، خسروا في هذا الميدان ليخسروا بذلك إنسانيتهم، وليسقطوا إلى مهاوي الحيوانية والشيطانية، رغم كل الجاه والملك، ورغم جميع الانتصارات والمكاسب المادية التي حققوها، لأنهم في الأصل لم يخطوا في هذا المسير، ولأنهم في الأصل محجوبةٌ قلوبهم عن درك غير المادي والحيواني من الأمور.

فأولئك الذين أدركوا أن الهدف والقصد لابد أن يكونا إلهيين، وأنهم من الله وللّه وإليه راجعون (إنا للّه وإنّا إليه راجعون) [1] لا يرون لأنفسهم ولأعمالهم أي دور. وإنما هم يقدّمون ما آتاهم الله وأعطاهم في سبيله. فمن الله وفي سبيله. فلو فرضنا أننا نريد السير على نفس الدرب الذي سار عليه الأنبياء، فإنه لمن عمى القلب أن يظن الإنسان بنفسه أنه يفعل ويقدّم شيئاً. كيف هذا وهو غارقٌ في نعم الله؟ عيناه من الله، أذناه من الله قوته من الله، ويداه ورجلاه من الله، وكل شي‌ء لديه من الله فإني لا أستطيع أن أسمي هذا على أنه أمانة، لأن الأمانة تختزن في داخلها شيئاً من النفسانية والأنا. فعندما يكون كل ما تقدّمه في سبيل‌


[1] (1) سورة البقرة، الآية 156.

نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 13  صفحه : 224
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست