responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري    جلد : 13  صفحه : 162

الله وتعجيل نقمته ، من إقامة على ظلم ، فإنّ الله يسمع دعوة المظلومين ، وهو للظالمين بالمرصاد ، وليكن أحبّ الأمور إليك أوسطها في الحق ، وأعمها في العدل ، وأجمعها لرضى الرعية ، فإنّ سخط العامة يجحف برضى الخاصة ، وإنّ سخط الخاصة يغتفر مع رضى العامة ، وليس أحد من الرعية أثقل على الوالي مؤونة في الرخاء ، وأقل له معونة في البلاء ، واكره للانصاف ، واسأل بالالحاف ، وأقلّ شكراً عند الاعطاء ، وأبطأ عذراً عند المنع ، واضعف صبراً عند ملمات الدهر من الخاصة ، وإنّما عمود الدين ، وجماع المسلمين ، والعدة للأعداء ، العامة من الأُمّة ، فليكن صغوك [٩١] لهم وميلك معهم ، وليكن أبعد رعيتك منك وأشنأهم عندك ، أطلبهم لمعائب الناس ، فإنّ في الناس عيوباً ، الوالي أحقّ من سترها ، ولا تكشفنّ عمّا غاب عنك [منها ، فإنّما عليك تطهير ما ظهر لك ، والله يحكم على ما غاب عنك] [٩٢] ، واستر العورة ما استطعت ، يستر الله منك ما تحبّ ستره من رعيتك ، أطلق عن الناس عقدة كلّ حقد ، واقطع عنهم سبب كل وتر ، وتغاب عن كلّ ما لا يصح لك ، ولا تعجلنّ إلى تصديق ساع ، فان الساعي غاش ، وان تشبه بالناصحين ، ولا تدخلنّ في مشورتك بخيلاً يعدل بك عن الفضل ويعدك الفقر ، ولا جباناً يضعفك عن الأمور ، ولا حريصاً يزين لك الشره بالجور ، فإنّ البخل والجبن والحرص غرائز شتى ، يجمعها سوء الظن بالله إنّ شرّ وزرائك من كان للأشرار قبلك وزيراً ، ومن شركهم في الآثام ، فلا يكونن لك بطانة ، فإنّهم أعوان الآثمة ، وإخوان الظلمة ، وأنت واجد منهم خير الخلف ، ممن له مثل آرائهم ونفاذهم ، وليس عليه مثل آصارهم وأوزارهم ، ممّن لم يعاون ظالماً على ظلمه ، ولا آثماً على اثمه ، أولئك أخف عليك مؤونة ، وأحسن لك معونة ، وأحنى عليك عطفاً ، وأقلّ لغيرك أُلفاً ، فاتخذ أُولئك خاصة لخلواتك وحفلاتك.

ثم ليكن آثرهم عندك أقولهم بمر الحقّ ، وأقلّهم مساعدة فيما يكون منك ممّا


[٩١] الصغر : الميل (لسان العرب ج ١٤ ص ٤٦١).

[٩٢] ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر.

نام کتاب : مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري    جلد : 13  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست