responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري    جلد : 13  صفحه : 143

فإنّ حقّه لن يزداد عليك إلّا عظماً ، ولا تكونن كأنك بما أحدث الله لك من الكرامة ، ترى أنّه اسقط عنك شيئاً من فرائضه ، وأنّك استحققت عليه وضع الصعاب عنك ، فتنهمك في بحور الشهوات ، فإنّك إن تفعل (همدت وزر) [٣] ذلك على قلبك ، وتذمم عواقب ما فاتك من امرك ، فاعرف قدرك وما أنت إليه صائر ، واذكر ذلك حق ذكره ، وأشعر قلبك الاهتمام به ، فإنّه من اهتم بشيء أكثر ذكره ، وأكثر التفكر فيما تصنع ، وفي من يشاركك فيما تجمع ، فإنّك لست مجاوزاً في غاية المنتهى أجل بعض أخدانك [٤] ، والساعة تأتي من ورائك ، وليس الذي تبلغ به قضاء ما يحق عليك بقاطع عنك شيئاً من لذاتك التي تحل لك ، ما لم تجاوز في ذلك قصد مال يكفيك ، إلى فضول ما لا يصل من نفعه إليك ، إلّا ما أنت عليه في غاية من الغناء ، فتحمل بنفسك ما ليس غايتك منه إلّا حظ عينك ، وما وراء ذلك منفعة لغيرك ، فيقصر في ذلك أملك ، وليعظم من عواقبه وجلك».

ذكر ما فيه موعظة الأمير لمن كان قبله :

انظر أيّها الملك [٥] المملوك ، أين آباؤك وأين الملوك من أعدائك؟ الذين أكلوا الدنيا منذ كانت ، فإنّما تأكل ما أسأروا [٦] ، وتدير ما أداروا ، وأين كنوزهم التي جمعوا؟ وأجسادهم التي نعّموا؟ وأبناؤهم الذين كرموا؟ هل ترى أقل منهم عقبا؟ وأخمد [٧] منهم ذاكرا؟ واذكر ما كنت تأمل من الاحسان إن أحسن الله إليك ، ولا يغلبنك هواك على حظك ، ولا تحملنك رقتك على الولد على أن تجمع لهم ما لا يحول دون شيء قضاه الله عليهم ، وأراد بلوغه فيهم ، فتهلك نفسك


[٣] في المصدر : يشتدرون ، والظاهر أنّه مصحف يشتد درن.

[٤] الأخدان : جمع خدن وهو الصديق (لسان العرب «خدن» ج ١٣ ص ١٣٩).

[٥] في المصدر : المملك.

[٦] السؤر : بقية الشيء ، وأسأر من شرابه أو طعامه أبقى منه بقية (لسان العرب «سأر» ج ٤ ص ٣٣٩).

[٧] في المصدر : وأخمل.

نام کتاب : مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري    جلد : 13  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست