نام کتاب : مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري جلد : 12 صفحه : 288
الثاني : إنّه لو
كان للتقية لعم سائر ألقابه الشائعة ، خصوصا المهدي الذي
بشر بلفظه في جل الأخبار النبوية العامية.
الثالث : إنّ
الفريقين اتفقوا على أنّه صلّى الله عليه وآله بشر بوجوده عليه
السلام ، وأنّه يظهر في آخر الزمان ، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، وإنّما الخلاف في
سلسلة نسبه وولادته وعدمها ، وفي جل هذه الأخبار ذكره بلقبه المهدي ، وأنّ
اسمه اسمي ، فكلّهم عارفون باسمه ، فلم يبق أحد يستر عنه.
الرابع : إنّ
في جملة من الأخبار المنع ، وما لم يذكر فيه اسمه ، صرح بأنّه
سمي النبي صلّى الله عليه وآله ، فالسامع الراوي عرف اسمه ، فإن كانت التقية
منه فقد عرفه ، وإن كان من غيره فلا وجه لعدم ذكره في هذا المجلس ، بل اللازم
تنبيه الراوي بأن لا يسميه عليه السلام في مجلس آخر.
الخامس : إنّ
أصل منشأ الخوف ، إن كان من جهة أنّ الجبارين ، لما
سمعوا بأنّ زوال ملكهم ودولتهم بيده ، فكانوا في صدد قتله وقمعه ، فاللازم أن لا
يذكر بشئ من ألقابه الشائعة ، خصوصاً المهدي الذي به بشروا وانذروا
وخوفوا ، فلا وجه لاختصاص الاسم المعهود بالمنع.
السادس : إنّه لا
مسرح للخبر الأول من الباب للحمل على التقية أبداً ،
فلاحظه. هذا وقد ادعى المحقق الداماد في رسالة (شرعة التسمية) [٤] الاجماع
على التحريم ، والسيد المحدث الجزايري في (شرح العيون) [٥] نسب التحريم
إلى الأكثر ، والجواز إلى بعض معاصريه ، فإنّه كما قال ، إذ لم يعرف القول بالجواز
قبل طبقته ، إلّا من المحقق نصير الدين الطوسي ، وصاحب (كشف الغمة) [٦] ،
وصارت المسألة في عصر المحقق الداماد نظرية ، وكتب فيه وبعده رسائل في
التحريم والجواز.