نام کتاب : مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري جلد : 12 صفحه : 131
يستبن عليه أثر التوبة فليس بتائب ، يرضي الخصماء ، ويعيد الصلوات ،
ويتواضع بين الخلق ، ويقي نفسه عن الشهوات ، ويهزل رقبته بصيام
النهار ، ويصفر لونه بقيام الليل ، ويخمّص بطنه بقلة الأكل ، ويقوّس ظهره
من مخافة النار ، ويذيب عظامه شوقاً إلى الجنّة ، ويرق قلبه من هول ملك
الموت ، ويجفّف جلده على بدنه بتفكّر الآخرة ، فهذا أثر التوبة ، وإذا رأيتم
العبد على هذه الصفة فهو تائب ناصح لنفسه».
وقال (صلّى الله
عليه وآله) : «أتدرون من التائب؟ فقالوا : اللّهم
لا ، قال : إذا تاب العبد ولم يرض الخصماء فليس بتائب ، ومن تاب ولم يغيّر
مجلسه وطعامه فليس بتائب ، ومن تاب ولم يغيّر رفقاءه فليس بتائب ، ومن
تاب ولم يزد في العبادة فليس بتائب ، ومن تاب ولم يغيّر لباسه فليس بتائب ،
ومن تاب ولم يغيّر فراشه ووسادته فليس بتائب ، ومن تاب ولم يفتح قلبه ولم
يوسع كفّه فليس بتائب ، ومن تاب ولم يقصر أمله ولم يحفظ لسانه فليس
بتائب ، ومن تاب ولم يقدّم فضل قوته من بين يديه فليس بتائب ، وإذا
استقام على هذه الخصال فذاك التائب».
[١٣٧١٠] ٣ ـ وعن
جابر بن عبد الله الأنصاري قال : جاءت امرأة إلى النبي (صلى
الله عليه وآله) ، فقالت : يا نبي الله ، امرأة قتلت ولدها ، هل لها من
توبة؟ فقال (صلّى الله عليه وآله) لها : «والذي نفس محمّد بيده ، لو أنّها
قتلت سبعين نبياً ، ثم تابت وندمت ، ويعرف الله من قلبها أنّها لا ترجع إلى
المعصية أبداً ، لقبل الله توبتها وعفا عنها ، فإنّ باب التوبة مفتوح ما بين
المشرق والمغرب ، وأنّ التائب من الذنب كمن لا ذنب له».
[١٣٧١١] ٤ ـ مصباح
الشريعة : قال الصادق (عليه السلام) : «التوبة حبل الله
ومدد عنايته ، ولا بد للعبد من مداومة التوبة على كلّ حال ، وكل فرقة من
العباد لهم توبة فتوبة الأنبياء من اضطراب السر ، وتوبة الأولياء من
٣ جامع الأخبار ص
١٠٣.
٤ مصباح الشريعة ص
٤٣٣.
نام کتاب : مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري جلد : 12 صفحه : 131