نام کتاب : مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري جلد : 12 صفحه : 132
تلوين [١] الخطرات ، وتوبة الأصفياء من التنفس ، وتوبة الخاص من
الاشتغال بغير ذكر الله ، وتوبة العام من الذنوب ، ولكلّ واحد منهم معرفة
وعلم في أصل توبته ومنتهى أمره ، وذلك يطول شرحه هاهنا ، فأمّا توبة
العام : فأن يغسل باطنه من الذنوب بماء الحسرة [٢] ، والاعتراف بجنايته
دائماً ، واعتقاد الندم على ما مضى ، والخوف على ما بقي من عمره ، ولا
يستصغر ذنوبه ، فيحمله ذلك على الكسل ، ويديم البكاء والأسف على ما
فاته من طاعة الله ، ويحبس نفسه من الشهوات ، ويستغيث إلى الله تعالى
ليحفظه على وفاء توبته ، ويعصمه على العود إلى ما سلف ، ويروض نفسه في
ميدان الجهد والعبادة ، ويقضي عن الفوائت من الفرائض ، ويرد المظالم ،
ويعتزل قرناء السوء ويسهر ليله ، ويظمأ نهاره ويتفكّر دائماً في عاقبته ،
ويستعين بالله ، سائلاً منه الاستقامة [٣] في سرائه وضرائه ، ويثبت عند المحن
والبلاء ، كيلا يسقط عن درجة التوابين ، فإنّ ذلك طهارة من ذنوبه ، وزيادة
في عمله ، ورفعة في درجاته».
[١٣٧١٢] ٥ ـ الصدوق
في الأمالي : عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رحمة الله
عليه ، عن أحمد بن محمّد الهمداني ، عن أحمد بن صالح بن سعيد التميمي ،
عن موسى بن داود ، عن الوليد بن هاشم ، عن هاشم بن حسان ، عن
الحسن بن أبي الحسن البصري ، عن عبد الرحمان بن غنم الدوسي قال :
دخل معاذ بن جبل على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) باكياً ، فسلم فردّ
عليه السلام ثم قال : «ما يبكيك يا معاذ؟» فقال : يا رسول الله ، إنّ
بالباب شاباً طري الجسد نقي اللون حسن الصورة ، يبكي على شبابه بكاء
الثكلى على ولدها ، يريد الدخول عليك ، فقال النبي (صلّى الله عليه