نام کتاب : خاتمة مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري جلد : 9 صفحه : 338
بعض ، والتطفيف
إلى بعض ما يوجد في بعض كتب الفروع ، من غير سبر السند برجاله ، والبحث عن كلّ رجل
وحقيقة حاله ، فإنّه إهمال ، وعن الحقّ إغفال ، وربّما انكشف عن الكذب حال ،
وانكسف البال ، وانقطع المقال [١]. انتهى كلامه الشريف.
قلت : ولو راجعوا
الأُصول أحياناً فإنّما يتفحّصون لِما راموا إثباته أو نفيه من الفروع من غير
تدبّر وبحث عن سائر ما تضمّنه الخبر من الفوائد ، وهذا ليس بحثاً في فن الحديث ،
بل يشترط في الغائص في بحاره أن لا يكون له مقصد يتجسّس بتحصيل ما يثبته أو ينفيه
، وإنّما يدخل فيه فارغاً ذهنه عن كلّ مقصود ، طالباً لما تضمّنه الخبر من الفوائد
الشريفة ، والنكات اللطيفة ، والأسرار الخفيّة ، بقدر استعداده ووسعه ، بعد البحث
عن سنده ، وحال رواته بقدر اطّلاعه وخبرته ، ثم يضع كلّ فائدة في محلّها ، أُصولاً
أو فروعاً أو أخلاقاً.
ولنِعْمَ ما قال
بعض العلماء : إنّ مسألة الاستصحاب مسألة شريفة ، لها فوائد كثيرة ، قد توجّه
أنظار العلماء إليها ، وعكفت همهم عليها ، فكُتب فيها رسائل عديدة فيها فوائد جمّة
، إذا حقّقت النظر وجدت كلّها شرح حديث واحد ، تراكم عليه الأفكار ، وترادف إليها
الأنظار ، فاستخرجوا منه هذه الفوائد الكثيرة ، والقواعد المتينة ، وكم لهذا
الحديث من نظائر لا تحصى ، لو فعلوا بها ما فعلوا به لوجدوا منها ما حصلوا منه.
وقال العلاّمة
الطباطبائي (طاب ثراه) في الدرّة ، في بحث ما يجوز