نام کتاب : خاتمة مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري جلد : 9 صفحه : 324
ثمّ قال : ومعلوم
أنّ أكثر الآيات والروايات الواردة في مدح العقل يراد بها المعنى الثالث ، ولا
شبهة في وجوب العمل بالعلم واليقين ، ولا ريب أنّ العقل إنّما يحصل منه العلم
واليقين ببعض مطالب الأُصول لا بجميعها ، ولا بشيء من مطالب الفروع ، ولا دليل على
حجّية المقدمات العقلية الظنّية.
ومعلومٌ بالتتبّع
أنّ كلّ مقدمة عقلية قطعية تتعلق بالأُصول والاعتقادات ففيها نصّ متواتر ، وهذا
ظاهر لمن تتبّع. إلى أن قال : ومن المعلوم المتّفق عليه أنّه لا يوجد دليل عقلي
قطعي في شيء من مسائل فروع الفقه ، والعقل الظنّي فيها ليس على حجّيته دليل يعتدّ
به ، بل النهي عن الظنّ شامل له [١]. إلى آخره.
وقال أيضاً في
جملة كلام له : ولعلّ وجه ردّها أي الروايات الدالة على الرؤية مخالفتها للدليل
العقلي القطعي ، والدليل النقلي المتواتر ، فلا يدلّ على أحدهما منفرداً ، وقد
عرفت تلازمهما ، ومن تتبّع جزم بصحّة ما قلناه [٢].
إلى غير ذلك من
كلماته التي تنادي بأعلى صوتها : أنّ ما نفوا حجّيته حُكْمَ العقل الظنّي ، وأنّه
لا حكم قطعي له في الفروع ، وأنّه لو فرض وجوده نادراً فهو حجّة ، لا ينفكّ عنه
صدور دليل نقلي قطعي بالتواتر.
وأمّا المحدّث
البحراني ، فلا يخفى على من راجع مؤلفاته أنّه أيضاً تابعهم ، واستصوب مقالتهم ،
ونفى ما نفوه ، فيحمل المجمل من كلامه على