نام کتاب : خاتمة مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري جلد : 3 صفحه : 488
فممّا يشهد لذلك
قول النجاشي في ترجمة محمّد بن أحمد بن يحيى : وكان محمّد بن الحسن بن الوليد
يستثني من رواية محمّد بن أحمد بن يحيى ما رواه عن محمّد بن موسى الهمداني ، وعدّ
نيف وعشرين رجلا ثم قال : قال أبو العباس ابن نوح : وقد أصاب شيخنا أبو جعفر رحمهالله في ذلك كلّه ، وتبعه أبو جعفر ابن بابويه على ذلك ، إلاّ في محمّد بن عيسى بن
عبيد ، فلا أدري ما رأيه فيه ، لأنّه كان على ظاهر العدالة والثقة ، انتهى. [١].
ويظهر منه ، أوّلا
: إنّ مناط الردّ والقبول عندهم هو الوثاقة.
وثانيا : عدم كون
الموافقة من أسباب الصحة ، إذ من البعد أن يكون تمام أخبار هؤلاء غير موافق للكتاب
، ولا يكون فيها ما يوافقه ، فلو صحّ الخبر عندهم بالموافقة كما يصحّ بالوثاقة ، فلا
بدّ من استثناء من المستثنيات ، ويقول المستثنى : إلاّ ما كان من رواياتهم توافق
الكتاب.
ومنه يظهر
الاستشهاد بقولهم في ترجمة جماعة ، بعدم الاعتماد بما تفرد به من دون استثناء ما
وافق رواية المنفرد الكاتب لدخولها حينئذ في حريم الصحيح ، الذي هو المعمول به
عندهم ، إلاّ ما صدر عن تقيّة.
وبتصريحهم بعدم
الاعتماد برواية جماعة وبكتبهم ، لاتّصافهم ببعض ما ينافي الوثاقة عندهم ، وإعراضهم
عنها ، من غير إشارة إلى استثناء ما وافق الكتاب منها ، مع أنّا نعلم أنّ كثيرا
منها أو أكثرها توافقه ، ومن جميع ذلك يظهر أنّ مناط الصحة الوثاقة بالمعنى الأعمّ
، بل القرائن الأخر التي عدّها في مشرق الشمسين [٢] ترجع بعد التأمّل
إليها ، وإذا فقدت ردّ الخبر وافق الكتاب أم لا ، وإذا عمل بالمردود الموافق كان
للكتاب لا له ، فإنّ الموافقة تجبر المضمون حينئذ ،