نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 92 صفحه : 72
من الله ما لا يرجون )[١] فلما أمرهم الله بطلب قريش قالوا : كيف نطلب ونحن بهذه الحال من الجراحة والالم الشديد ، فأنزل الله هذه الاية ( ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون ) وفي سورة آل عمران تمام هذه الاية عند قوله : ( إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين )[٢] الاية إلى آخرها والايتان متصلتان في معنى واحد ، ونزلت على رسول الله 9 متصلة بعضها ببعض ، فقد كتب نصفها في سورة النساء ، ونصفها في سورة آل عمران.
وقد حكى جماعة من العلماء عن الائمة : أنهم قالوا : إن أقواما ضربوا القرآن بعضه ببعض ، واحتجوا بالناسخ وهم يرونه محكما ، واحتجوا بالخاص وهم يرونه عاما ، واحتجوا بأول الاية وتركوا السبب ، ولم ينظروا إلى ما يفتحه الكلام ، وما يختمه ، وما مصدره ومورده ، فضلوا وأضلوا عن سواء السبيل ، وسأصف من علم القرآن أشياء ليعلم أن من لم يعلمها لم يكن بالقرآن عالما ، من لم يعلم الناسخ والمنسوخ والمبهم والخاص والعام ، والمكى والمدنى والمحكم والمتشابه وأسباب التنزيل والمبهم من القرآن وألفاظه المؤتلفة في المعاني ، وما فيه من علم القدر ، والتقديم منه والتأخير ، والعمق والجواب والسبب والقطع والوصل ، والاتفاق ، والمستثنى منه ، والمجاز ، والصفة ، في قبل وما بعد ، والمفصل الذي هلك فيه الملحدون ، والوصل من الالفاظ والمحمول منه على ما قبله وما بعده ، والتوكيد منه ، وقد فسرنا في كتابنا هذا بعض ذلك ، وإن لم نأت على آخره.
ومن الدليل أيضا في باب تأليف القرآن أنه على خلاف ما أنزله الله تبارك وتعالى في سورة الاحزاب في قوله : ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا )[٣] إلى قوله : ( وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا ) وهذه الاية