نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 92 صفحه : 148
ثم اعلم أن الحيل والسحر وخفة اليد كلها وجوه متى فتش عنها الانسان يقف على تلك الوجوه ، ولهذا يصح فيها التتلمذ والتعلم ، ولا يحتص به واحد دون آخر ، مثاله أنهم يأخذون البيض ، ويضعونه في الخل ، ويتركونه فيه يومين وثلاثة حتى يصير قشره الفوقاني لينا بحيث يمكن أن يطول فاذا صار طويلا بمده كذلك ، يطرح في قارورة ضيقة الرأس ، فاذا صار فيها يصب فيها الماء البارد حتى يصير البيض مدورا كما كان ، ويذهب ذلك اللين من قشره الفوقاني بذلك بعد ساعات ، ويشتد بحيث ينكسر انكساره أو لا فيظن الغفلة أن المعجز مثله وهو حيلة.
ونحو ذلك ما ألقى سحرة فرعون من حبالهم وعصيهم تخيل الناظر أنها تسعى ، احتالوا في تحريك العصا والحبال بما جعلوا فيها من الزيبق ، فلما طلعت الشمس عليها ، تحركات بحرارة الشمس ، وغير ذلك من أنواع الحيل ، وأنواع التمويه والتلبيس وخيل إلى الناس أنها تتحرك كما تتحرك الحية ، وإنما سحروا أعين الناس لانهم أروهم شيئا لم يعرفوا حقيقته ، وخفي ذلك عليهم لبعده منهم ، فانهم لم يخلوا الناس يدخلون فيما بينهم.
وفي هذه دلالة على أن السحر لا حقيقة له ، لانها لو صارت حيات حقيقة لم يقل الله تعالى ( سحروا أعين الناس )[١] بل كان يقول : فلما ألقوها صارت حيات ثم قال تعالى : ( وأو حينا إلى موسى أن ألق عصاك فاذاهي تلقف ما يأفكون )[٢] أي ألقاها فصارت ثعبانا فاذاهي تبتلع ما يأفكون فيه من الحبال والعصى ، وإنما ظهر ذلك للسحرة على الفور ، لانهم لما رأوا تلك الايات والمعجزات في العصا علموا أنه أمر سماوى لا يقدر عليه غير الله ، فمنها قلب العصاحية ومنها أكلها حبالهم وعصيهم مع كثرتها ، ومنها فناء حبالهم وعصيهم في بطنها إما بالتفرق أو الخسف ، وإما بالفناء عند من جوزه ، ومنها عودها عصا كما كانت من غير زيادة ولا نقصان ، وكل عاقل يعلم أن مثل هذه الامور لا تدخل تحت مقدور البشر ، فاعترفوا كلهم ، واعترف
(١ ـ ٢) الاعراف : ١١٥ ١١٧.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 92 صفحه : 148