نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 92 صفحه : 149
كثير من الناس معهم بالتوحيد ، وبالنبوة ، وصار إسلامهم حجة على فرعون وقومه.
وأما معجزات الانبياء والاوصياء : فان أعداء الدين كانوا يعتنون بالتفتيش عنها ، فلم يعثروا على وجه حيلة فيها ، ولذلك كل من سعى في تفتيش عوارهم وتكذيبهم يفتش عن دلالتهم أهي شبهات أم لا؟ فلم يوقف منها على مكر وخديعة منهم : ، ولا في شئ من ذلك ، ألاترى أن سحرة فرعون كانت همهم أشد في تفتيش معجزة موسى ، فصارواهم أعلم الناس بأن ماجاء به موسى 7 ليس بسحر ، وهم كانوا أحذق أهل الارض بالسحر ، وآمنوا وقالوا لفرعون : ( وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاء تنا ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين )[١] فقتلهم فرعون ، وهم يقولون ( لا ضير إنا إلى ربنا لمنقلبون )[٢] وقيل : إن فرعون لم يصل إليهم وعصمهم الله تعالى منه.
وأما القمر الذي أطلعه المعروف بالمقنع [٣] فانه ليس بأمر خارق للعادة وإنما هو إجراء عين من العيون التي تنبع في الجبال في ذلك الموضع ، متى كانت الشمس في برج الثور ، والجوزاء سامتت تلك العين ، انعكس فيها الشعاع إلى الجو ، وهناك تكثر الابخرة في الحر ، وتتراكم وتتكاثف ، فيركد الشعاع الذي انعكس من العين فيها ، فيرى إلى الناس صورة القمر ، وعلى هذا لما طمت تلك العين فسد ما فعله المقنع ، وقد عثر على ذلك واطلع ، وكل من اطلع على ذلك الوقت وأنفق المال وأتعب الفكر فيه أمكنه أن يطلع مثل ما أطلعه المقنع إلا أن
[١]الاعراف : ١٢٦.
[٢]الشعراء : ٥٠.
[٣]قيل اسمه حكيم ، وقيل حكيم بن عطا ، كان في بدو أمره قصارا من أهل مرو وكان يعرف شيئا من السحر والنيرنجات ، ولقب بالمقنع لانه قد عمل وجها من ذهب وركبه على وجهه لئلايرى وجهه الدميم وعينه العوراء ، وهذا القمر الذى عمله كان بنخشب ولذا يعرف بقمر نخشب و ( ماه نخشب ) ونخشب قرية بتركستان.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 92 صفحه : 149