responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 92  صفحه : 147

بعد الذبح.

وهذا الجنس من الحيل هو السحر ، وليست معجزات الانبياء والاوصياء : من هذا القبيل ، بل ما يأتون بها من المعجزات فانها تكون على ما يأتون به ، والعقلاء يعلمون أكثرها باضطرار أنها كذلك ، لا يشكون فيه وأنه ليس فيه وجه حيلة نحو قلب العصاحية وإحياء الميت ، وكلام الجماد والحيوانات من السباع والبهائم والطيور على الاستمرار في أشياء مختلفة ، والاخبار عن الغيب ، والاتيان بخرق العادة ، ونحو القرآن في بلاغته والصرفة فانه يعلم كونه معجزا أكثر الناس باستدلال ، ولهذا قال تعالى في قوم فرعون وما رأوه من معجزات موسى 7 : ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما ) [١].

فان قيل : بما أنكرتم أن يكون في الادوية ما إذا مس به ميت حيي وعاش وإذاجعل في عصا ونحوها صارت حية ، وإذا سقي حيوانا تكلم ، وإذا شربه الانسان صار بليغا ، بحيث يتمكن من مثل بلاغة القرآن.

قلنا : ليس يخلو إما أن يكون للناس طريق إلى معرفة ذلك الدواء أو لا يكون لهم طريق إلى معرفته ، فان كان لهم إليه طريق لزم أن يكون الظفر به ممكنا ، وكانوا يعارضون به ولا يكون معجزا ، وإن لم يمكن الظفر به ، لزم أن يكون الظفر به معجزا لانه يعلم أنه ما ظفر به إلا بأن الله أطلعه عليه ، فعلم بذلك صدقه ، ثم يعلم من بعد بخبره أن ذلك ليس من قبله ، نحو القرآن ، بل هو منه تعالى أنزله عليه.

وكذلك هذا في الدواء الذي جوزه السايل في إحياء الموتى ، لا يخلو إما أن لا يمكن الظفر به أو يمكن ، فعلى الاول يلزم أن يكون الظفر به معجزا للنبي أو الوصي ، لانه يعلم أنه ما ظفر به إلا بأن أطلعه الله عليه ، فيعلم بذلك صدقه ، وإن أمكن الظفر به ، وهو الوجه الثاني ، فالواجب أن يسهل الاحياء لكل أحد ، والمعلوم خلافه.


[١]النمل : ١٤.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 92  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست