نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 70 صفحه : 48
صدور الناس » أي بالكلام الخفي الذي يصل مفهومه إلى قلوبهم من غير سماع ، ثم ذكر أنه « من الجنة » وهو الشياطين « والناس » عطف على الوسواس.
وثالثها أن معناه من شر ذي الوسواس الخناس ثم فسره بقوله : « من الجنة والناس » فوسواس الجنة هو وسواس الشيطان ، وفي وسواس الانس وجهان : أحدهما أنه وسوسة الانسان من نفسه ، والثاني إغواء من يغويه من الناس ، ويدل عليه « شياطين الانس والجن » [١] فشيطان الجن يوسوس ، وشيطان الانس يأتي علانية ويري أنه ينصح وقصده الشر.
قال مجاهد : الخناس الشيطان إذا ذكر الله سبحانه خنس وانقبض ، وإذا لم يذكر الله انبسط على القلب ، ويؤيده ماروي عن النبي 9 أن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم ، فاذا ذكر الله سبحانه خنس وإن نسي التقم قلبه ، فذلك الوسواس الخناس ، وقيل : الخناس معناه الكثير الاختفاء بعد الظهور ، وهو المستتر المختفي عن أعين الناس ، لانه يوسوس من حيث لايرى بالعين ، وقيل : إن المعنى يلقي الشغل في قلوبهم بوسواسه ، والمراد أن له رفقا ، به يوصل الوسواس إلى الصدر وهو أغرب من خلوصه بنفسه إلى الصدر.
وروى العياشي عن الصادق 7 قال : قال رسول الله 9 : ما من مؤمن إلا ولقلبه في صدره اذنان : اذن ينفث فيها الملك ، واذن ينفث فيها الوسواس الخناس ، فيؤيد الله المؤمن بالملك ، وهو قوله سبحانه : « وأيدهم بروح منه » [٢].
وقال ; في قوله تعالى : « اولئك كتب في قلوبهم الايمان » أي ثبت في قلوبهم الايمان بما فعل بهم من الالطاف ، فصار كالمكتوب ، وقيل : كتب في قلوبهم علامة الايمان ، ومعنى ذلك أنها سمة لمن شاهدهم من الملائكة على أنهم مؤمنون « وأيديهم بروح منه » أي قواهم بنور الايمان ، ويدل عليه قوله : « وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ماكنت تدري ما الكتاب ولا الايمان » [٣]